دعا والي قالمة، كمال الدين كربوش، شركة المياه إلى اتخاذ كل التدابير الممكنة لمواجهة الاختلالات المحتملة في توزيع مياه الشرب هذا الصيف و ذلك من خلال معالجة و استدراك النقاط السوداء على مستوى شبكة التوزيع عبر الولاية، وفق مخطط محكم لتفادي الانقطاعات و التوصيلات المخالفة للقانون.
و من المتوقع أن تتلقى شركة المياه مزيدا من الدعم بالشاحنات الحاملة للصهاريج، لتسيير مخطط التدخل عندما يحدث عجز في شبكة التوزيع.
و يعمل قطاع الموارد المائية بقالمة، على إنهاء عدة مشاريع لحفر أنقاب عميقة و تجهيزها بمعدات الضخ و الطاقة الكهربائية، لدعم قدرات الولاية في مجال مياه الشرب و مواجهة أي طارئ قد يحدث ببعض المناطق التي تعرف عجزا في مياه الشرب خلال فصل الصيف على وجه الخصوص.
و تواجه شركة المياه بقالمة، تحديات كبيرة لتوفير مياه الشرب لأكثر من نصف مليون نسمة، حيث تعاني شبكات التوزيع الداخلية و قنوات الجر الرئيسية من الانكسارات المكلفة للجهد و الوقت و المال، كما يحدث مع شبكة نظام عين آركو الممتد على مسافة 25 كلم تقريبا و يغطي 4 بلديات بسهل الجنوب الكبير و هي وادي الزناتي، تاملوكة، عين رقادة و برج صباط التي تعد الأكثر تضررا من أزمة العطش بسبب الأعطاب و التسربات التي تهدر كميات كبيرة من المياه على امتداد الشبكة التي تعاني من القدم و الانكسارات المستمرة.
و يعتمد سكان ولاية قالمة على سد بوحمدان كمصدر رئيسي لمياه الشرب، لكن السد الكبير يعاني من تراجع المنسوب كل صيف بسبب نقص الأمطار و قوة الاستهلاك الموجه للشرب و سقي المحاصيل الزراعية على امتداد 12 بلدية تقريبا.
و تعد مناطق وادي الزناتي، برج صباط، نشماية، مجاز الصفا، وادي الشحم، حمام النبائل، عين بن بيضا و وادي فراغة، من أكثر المناطق تعرضا لأزمات العطش في السنوات الأخيرة، في انتظار إنجاز المزيد من المشاريع الكبرى لتوفير مياه الشرب للأعداد المتزايد من السكان، حيث يتوقع أن تدرج ولاية قالمة ضمن مشروع لتحليه مياه البحر بولاية ساحلية مجاورة و بناء سد جديد على وادي غانم الواقع بالإقليم الشرقي و إيصال مياه سد بوحمدان إلى سهل الجنوب الكبير و حفر المزيد من الآبار العميقة للوصول إلى طبقات المياه الجوفية بالأقاليم الأكثر عرضة لندرة المياه، بسبب التغيرات المناخية و موجات الجفاف المستمرة التي تميز ولاية قالمة في السنوات الأخيرة. فريد.غ