سجلت أسعار المواشي بأسواق ولاية الطارف مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، ارتفاعا كبيرا رغم التطمينات التي أطلقتها جمعيات الموالين و مصالح الفلاحة، بأن الأسعار ستكون هذه السنة في متناول الجميع، إلا أنه يسجل العكس في الميدان، حيث تعرض الخرفان بين 45 ألف دينار و 48 ألف دينار، في حين تراوحت أسعار الأضحية العادية من الضأن لا يتجاوزن وزنها 35 كلغ، ما بين 55 ألف دينار و 65 ألف دينار و الكباش لمن استطاع إليها سبيلا.
و هي الأسعار التي تبقى مرشحة للزيادة أكثر مع العد التنازلي للعيد حسب المربين، بعد دخول السماسرة و الوسطاء بكثرة على الخط و إحكام قبضتهم على الأسواق، ما اضطر مواطنين لتأجيل شراء أضاحيهم إلى حين استقرار الأسعار و دخول موالين من ولايات أخرى.
و تبرأ بعض الموالين في تصريحات «للنصر»، من التهاب أسعار المواشي، ملقين بالمسؤولية إلى الجهات المعنية في غياب الرقابة على أسواق الماشية و الفوضوى التي تطبع النشاط ، علاوة على استفحال نشاط السماسرة الذين اعتادوا اغتنام فرصة قرب عيد الأضحى بحثا عن تحقيق الربح السريع، من خلال شراء أكبر قدر من روؤس الماشية لإعادة بيعها مرة أخرى للمواطنين.
و ما زاد في حدة غلاء الأسعار، هو غياب الموالين من الولايات الداخلية و السهوب، الذين اعتادوا التوافد بكثرة على الولاية في مثل هذه المناسبة، لعرض مواشيهم بأسعار في متناول الجميع، رغم فتح السلطات المحلية نقطة مرخصة لبيع الماشية.
كما تحدث موالون عن عوامل أخرى، مثل ارتفاع أسعار الأعلاف و تقلص المراعي و تراجع مخزون الثروة الحيوانية بسبب الأمراض، إلى جانب نقص العرض بعد مقاطعة موالي الولايات الأخرى أسواق الولاية بسبب الجائحة، فضلا عن الأضرار التي خلفتها الحرائق بالولاية الصائفة الفارطة و التي تسببت في هلاك عشرات الروس من المواشي حرقا داخل الأدغال الغابية، دون حصول أغلب المتضررين على التعويضات العينية التي وعدت بها السلطات، ما أدى بعديد المربين إلى إشهار إفلاسهم و تعليق نشاطهم الرعوي.
هذا فيما أفادت مصادر مسؤولة، بأن غلاء أسعار الماشية مرده تحكم الوسطاء في الأسواق و رفض المصالح المختصة منح تراخيص لموالي الولايات الداخلية لنقل مواشيهم للبيع بالولاية خوفا من عدوى كوفيد 19 و انتقال الأمراض الحيوانية المعدية بعد أن سجلت عدة بؤر للحمى القلاعية و مرض اللسان الأزرق بعدة مناطق من الوطن.
من جهتها قالت مصالح الفلاحة، بأن غلاء أسعار المواشي، يعود إلى العرض و الطلب و تحكم الوسطاء في السوق مع قلة العرض هذه الأيام، في انتظار دخول الماشية بأعداد أكثر إلى الأسواق مع العد التنازلي للعيد، مشيرة إلى أن إجراءات اتخذت للتصدي لنشاط الوسطاء و السماسرة الذين ألهبوا الأسعار من خلال محاربة نقاط البيع و الحظائر العشوائية على الطرقات و داخل النسيج الحضري.
من جانبها أعلنت المصالح الأمنية المختصة عن التكثيف من التواجد الميداني لملاحقة عصابات المواشي التي عادة ما يستفحل نشاطها مع قرب حلول عيد الأضحى في السطو على أرواق الموالين لإعادة بيعها في الأسواق و تهريبها نحو البلد المجاور، حيث كللت العملية بعد معالجة 6 قضايا، مؤخرا، بتوقيف 9 أشخاص و إحباط عدة عمليات كانت تستهدف إسطبلات و زرائب المربين خاصة بالمناطق الحدودية و الريفية الجبلية المعزولة، مع استرجاع حوالي 152 رأسا من الماشية و مصادرة 5 مركبات نفعية، خصوصا عبر المناطق الحدودية لمحور بوحجار، عين الكرمة و بوقوس حيث تتمركز نشاطات عصابات المواشي.
نوري.ح
