قرّر والي أم البواقي، زين الدين تيبورتين، أمس، إلغاء جميع الإعانات الموجهة للجمعيات الثقافية والرياضية وتحويلها على جناح السرعة لاقتناء مولدات الأوكسجين بالمستشفيات.
و يأتي هذا القرار بعد الأزمة التي عرفتها مستشفيات أم البواقي والتي دفعت القائمين على قطاع الصحة، لنقل المرضى عبر سيارات الإسعافات في أي لحظة بين مستشفى وآخر على أن يتوفر هذا الأخير في لحظتها على الأوكسجين، على غرار ما حصل مع مرضى مستشفى محمد بوحفص بمسكيانة، أين تم غلق مصلحة كورونا، نتيجة لنفاد مخزون الأوكسجين، وما شهدته، أمس، مصلحة كورونا بمستشفى محمد بوضياف، أين نقل المرضى على جناح السرعة لمستشفى ابن سينا، فيما يسابق محسنون الزمن لاقتناء مولدات الأوكسجين، حيث نجح تكتل للجمعيات الخيرية والمحسنين بمدينة عين البيضاء في جمع مبلغ مالي معتبر في أقل من 48 ساعة من إطلاق المبادرة.
و بحسب بيان مصالح ديوان والي أم البواقي، فإن القرار تم اتخاذه من أجل تسهيل عملية تزويد المؤسسات الإستشفائية بمادة الأوكسجين للمرضى لاسيما المصابين بفيروس كورونا، أين تقرر إلغاء جميع الإعانات المالية الموجهة للأنشطة الرياضية والثقافية، والتي خصص لها سابقا مبلغ مالي قدره 8 ملايير سنتيم، أين تم توجيه 6 ملايير سنتيم منها لميزانية قطاع الصحة و2 مليار سنتيم لميزانية الولاية، وذلك قصد اقتناء وتركيب 4 مولدات للأوكسجين ليتم توزيعها على المؤسسات الإستشفائية عبر إقليم الولاية، وتم الشروع في ربط الاتصالات مع الممونين قصد اقتناء هاته الأجهزة وتركيبها في أقرب الآجال.
و يأتي هذا القرار بعدما شهد مستشفى محمد بوضياف بمدينة أم البواقي أمس، نفادا كليا لمخزون الأوكسجين، الأمر الذي دفع المواطنين من أهل المرضى لدق ناقوس الخطر، ونقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لمعاناة المرضى بمصلحة كورونا، ودفع ذلك القائمين على قطاع الصحة بالولاية لنقل عدد من المرضى الذين تضررت حالتهم الصحية على جناح السرعة لمستشفى ابن سينا، مع العلم بأن مستشفى محمد بوضياف يستقبل نحو 60 مريضا مصابا بفيروس كورونا، من بينهم 7 مرضى في مصلحة الاستعجالات، ويتوزع البقية على 3 مصالح ممتلئة عن آخرها، يستعمل فيها المرضى كلهم أجهزة التنفس.
و كانت إدارة مستشفى محمد بوحفص في مسكيانة قد اتخذت قبل أيام قرارا بغلق مؤقت لمصلحة مرضى كورونا، وتحويل المرضى المتواجدين بها، نحو مستشفيي محمد بوضياف و ابن سينا، بسبب نفاد مخزون الأوكسجين كذلك، ودق مواطنون أمس بعين مليلة كذلك ناقوس الخطر مستعجلين المحسنين بالتدخل لاقتناء أجهزة مساعدة على التنفس، بالنظر لتراجع مستوى الأوكسجين في خزاني المستشفى.
و بعين البيضاء، نجحت بعض الجمعيات الخيرية بالتنسيق مع محسنين ومسيري صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، في جمع مبلغ 1.8 مليار سنتيم لاقتناء جهاز توليد الأوكسجين، وبحسب رئيس جمعية ناس الخير رمزي غريب، فإن المبادرة الخيرية أطلقها إمام مسجد أبي ذر الغفاري عمار بوزير، ولاقت قبولا لدى جمعية ناس الخير ومجلس سبل الخيرات وجمعية إطارات الشباب بالمدينة وبعض الصفحات الفايسبوكية على غرار "عين البيضاء إنفو وصدى عين البيضاء" و تم في وقت وجيز جمع مبلغ 1 مليار و800 مليون سنتيم، بعد أن تجاوب محسنون فرادى وجماعات مع المبادرة، أين تم التنسيق مجددا مع المؤسسة الموردة للجهاز، وتم الشروع في إجراءات اقتنائه، على أمل أن يتم تركيبه بجوار مصلحة كورونا بمستشفى زرداني صالح بعين البيضاء.
من جهة أخرى، واصلت جمعية العلماء المسلمين توزيع الحقائب التي تحوي أجهزة مساعدة على التنفس، أين قامت أمس بتوزيع 20 حقيبة على مستشفيات عين مليلة وعين البيضاء وأم البواقي، في عملية ثالثة سيعقبها بحسب أحد أعضاء المكتب الولائي للجمعية عملية اقتناء معدات وأجهزة طبية وتوزيعها على مستشفيات الولاية في الأيام القادمة.
أحمد ذيب