أكد والي سطيف، كمال عبلة، أن التحريات الوبائية التي أجرتها المصالح المختصة بخصوص الأسباب التي كانت وراء الارتفاع المهول في أعداد المصابين بكورونا، أثبتت أن 99 بالمائة من الحالات الإيجابية المسجلة، كان سببها التجمعات المغلقة و على رأسها الأعراس و المآتم و هناك تنتقل العدوى بشكل سريع بين المواطنين.
كما ذكر المسؤول، أن الهدف المسطر هو بلوغ 20 ألف تلقيح يوميا ، بعد فتح العشرات من الفضاءات الجديدة في جميع البلديات و على رأسها بلديتا سطيف و العلمة.
و أوضح، عبلة، عند حضوره جلسة مناقشة المجلس الشعبي الولائي للميزانية الإضافية لسنة 2021، أمس الأول، بأن وزير الداخلية و الجماعات المحلية، قد اتصل به مؤخرا، وأبلغه أن السلطات العليا للبلاد تضع تحت تصرف ولاية سطيف كامل الإمكانات اللوجيستية و على رأسها اللقاحات، في سبيل إنجاح عملية التلقيح و بلوغ الطموحات المسطرة في الحد من انتشار فيروس كورونا.
و أضاف المسؤول الأول على الولاية، بأن الصعوبات التي صادفتها السلطات المحلية عند بداية عملية التلقيح، تتمثل بالدرجة الأولى في النقص المسجل في اليد العاملة، ما استدعى اللجوء إلى خيار الاعتماد على المدارس التكوينية العمومية و الخاصة لشبه الطبي، مع الحصول في نفس الوقت على موافقة الجامعة في تكليف الأطباء المتمرسين التطوع في إنجاح عملية التلقيح، لاسيما بعد النجاح في فتح العشرات من المراكز في جميع البلديات و الدوائر و هو ما ساهم بشكل كبير في ارتفاع العدد الإجمالي للمواطنين الملقحين.
و كشف الوالي في حديثه أمام أعضاء المجلس الشعبي الولائي، عن قرار تحويل 25 مدرسة ابتدائية إلى مراكز تلقيح بكل من مدينتي سطيف و العلمة، مضيفا بأن المواطنين ما عليهم سوى الإقبال بقوة على مراكز التلقيح، خاصة و أن الجهات الوصية ستضع كل الإمكانات المادية و البشرية بهذه الفضاءات الجديدة.
و في سبيل مجابهة أزمة النقص الحاد في مادة الأكسجين بمستشفيات الولاية، فقد قال الوالي عبلة، بأن أحد المتعاملين الاقتصاديين قد شرع في إجراءات استيراد محطة لإنتاج الأوكسيجين، مؤكدا على وجود اتصالات جمعته مع وزير التجارة، في سبيل تسهيل مهمة المتعاملين الاقتصاديين في التحويلات البنكية، من أجل استيراد أكبر عدد ممكن من محطات الأكسجين، وتوزيعها على كل المستشفيات.
و في ذات السياق، خصصت مديرية الصحة، فضاءات جديدة في سبيل تلقيح أكبر عدد ممكن من المواطنين و بلوغ الهدف المسطر من قبل رئاسة الجمهورية في تلقيح نصف سكان الولاية في أقرب وقت ممكن. و بلغ مثلا عدد المراكز الخاصة بالتلقيح على مستوى مدينة سطيف، 25 مركزا و تم فتحها بأهم الأحياء الرئيسية و حتى المؤسسات الصناعية الضخمة على مستوى منطقة النشاطات الصناعية مثل: ايريس و فاديكو، حيث انطلقت رسميا عملية تلقيح المئات من المستخدمين و العمال.
و ترغب المديرية في فتح مراكز أخرى تمس حتى التجمعات السكنية الجديدة، مثل القطبين الحضريين: بئر النساء و تينار، خاصة في ظل تسجيل إقبال معتبر من قبل المواطنين و من جميع الفئات العمرية تقريبا على جميع المراكز.
و في مدينة العلمة، حولت جمعية «الوفاء لمرضى سرطان الثدي» مقرها إلى مركز لتلقيح النساء، مع توفير الكادر الطبي لإنجاح العملية. كما عمدت مديرية الشؤون الدينية لمواصلة حملة التلقيح الواسعة، حيث اختارت يوم، أمس الجمعة، 28 مسجدا منتشرا عبر 20 بلدية، من أجل تلقيح أكثر من ألفي مصل مباشرة بعد أداء صلاة الجمعة.
كما فتحت المدارس التكوينية الخاصة لشبه الطبي، أبوابها أمام المواطنين للتلقيح، مع المساهمة بتسخير الطلبة المتربصين للمشاركة في التلقيح بعدد من المراكز. و في سياق متصل، انطلق المهندسون من مركب «سيدار» بالحجار و مركب «ميتال ستيل» بجيجل، في عملية معاينة محطة توليد مادة الأكسجين التابعة لأحد الخواص من مدينة العلمة، على أمل تشغيلها بداية من هذا الأسبوع، حتى يتسنى لجميع مستشفيات الولاية التزود بهذه المادة الأساسية، دون الحاجة مجددا لتعبئة الشاحنات من المحطات المتواجدة بعدد من الولايات الأخرى مثل جيجل و خنشلة. الشروع في إجراء الكشف السريع عن كورونا في الصيدليات الأسبوع القادم، و حسب إدارة مجمع هرادة الخاص لإنتاج الحديد الصلب، فإن المحطة بإمكانها تعبئة 120 قارورة أكسجين من سعة 60 لتر سائل في الساعة الواحدة، ما يعني القضاء نهائيا على مشكلة ندرة هذه المادة في كل مستشفيات الولاية، مؤكدة على أن الأشغال تجرى حاليا على قدم وساق من قبل 50 مهندسا، ممن استجابوا لدعوة مصالح الولاية، مشيرة إلى أنهم في اتصالات مستمرة مع المهندسين الصينيين ممن أشرفوا على عملية تركيب هذه المحطة التي تتربع على مساحة 1500 متر مربع.
و كشف رئيس النقابة الوطنية للصيادلة، عن نجاح صيادلة ولاية سطيف في جمع ملياري سنتيم، سيتم استغلالها في اقتناء مكثفات و صهاريج و قارورات الأوكسجين، مشيرا إلى أن النقابة على مستوى هذه الولاية قد انطلقت في ربط الاتصالات بعدد من المتعاملين، لاقتناء محطة خاصة لتوليد الأكسجين و تركيبها بإحدى مستشفيات الولاية.
وأوضح أيضا رئيس النقابة في لقائه مع المسؤول عن الولاية وجود اتصالات مع عدد من المتعاملين بمختلف الولايات لاقتناء أعداد كبيرة من قارورات الأكسجين، مشيرا أيضا أن النقابة تتسلم بداية من هذا الأسبوع وحدات من مكيفات الأكسجين، قبل الشروع في عملية توزيعها على مستشفيات الولاية. مؤكدا أن الصيدليات ستشرع بداية من الأسبوع القادم في إجراء عمليات الكشف السريع عن فيروس كورونا و صدور نتائج الاختبارات بعد نصف ساعة فقط، ما سيخفف الضغط عن المستشفيات و المؤسسات الجوارية و حتى المخابر الخاصة.
في حين استمرت الحملات التضامنية بين أبناء الولاية، حيث أعلن محسن من بلدية بيضاء برج الجنوبية، عن استعداده لاقتناء صهريج بطاقة استيعابية قدرها 10 آلاف لتر سائل لصالح مستشفى «يوسف يعلاوي» ببلدية عين آزال.
و كشفت إدارة المستشفى الجامعي «سعادنة عبد النور»، عن تلقيها للدفعة الأولى من أجهزة مكثفات الأوكسجين، البالغ عددها في المجموع 30 جهازا ذو استعمال مزدوج و التي تم تخصيصها من قبل وزارة الصحة في سبيل توفير هذه المادة الأساسية بكل الوسائل، في انتظار الاستفادة قريبا من دفعات جديدة متبرع بها من قبل الجمعيات الناشطة.
أحمد خليل