انضمت إدارة مجمع عطية لإنتاج الحديد و الصلب بمنطقة برقوقة في عنابة، نهاية الأسبوع، إلى الجهود الوطنية لتوفير مادة الأوكسجين الطبي مجانا، بطاقة إنتاج معتبرة، لتعبئة شحنات الصهاريج المخصصة لنقل الأوكسجين للمستشفيات الشرقية التي تعاني من نقص في هذه المادة الموجهة لإنعاش المرضى المصابين بكوفيد 19.
و استنادا لتصريح المدير العام للمجمع، عطية صالح، للصحافة، فقد تم توجيه المرحلة الأولى من الإنتاج لعدة ولايات، منها باتنة، سطيف، بسكرة، داعيا المستشفيات العمومية للاتصال بالمجمع للحصول على الأوكسجين الطبي حسب البرنامج المسطر، حيث أوضح عطية بأن مؤسسته تتعامل مع المستشفيات العمومية فقط و لا تتعامل مع الخواص الناشطين في مجال تعبئة قارورات الأوكسجين.
و حذر المتحدث من استغلال الأوكسجين الذي ينتجه مجمع عطية على مستوى مصنع الحديد، من بيعه أو استغلاله من قبل تجار الأزمة و ذكر أن ارتفاع درجة الحرارة أثر على زيادة قدرات الإنتاج، حيث تحتاج المحركات أحيانا للتوقف و العودة مجددا للعمل بعد انخفاض مستوى تأثير الحرارة عليها جراء الإنتاج المتواصل، كما نوه صالح عطية، بأن المجمع من واجبه الانخراط في الهبة التضامنية لفائدة المستشفيات و مرضى الكوفيد، لإنقاذ حياتهم.
و تتوفر ولاية عنابة على 3 وحدات لإنتاج الأوكسجين، أهمها وحدة مؤسسة ليند الجزائر، فرع الشركة المتواجد مقرها بالمنطقة الصناعية جسر بوشي في سيدي عمار، من أصل أربع وحدات إنتاج يقدر إنتاجها يوميا بـ 50 ألف لتر، تضمن ليند غاز تزويد مستشفيات عنابة و بعض الولايات المجاورة، كما يشارك مركب الحجار في الجهود المبذولة لتوفير الأوكسجين الطبي على مستوى الوحدة الأوكسجينية الضخمة بالمركب التي كانت تستخدم في إنتاج الغاز الصناعي لتشغيل الفرن العالي و المنطقة الساخنة، و مع ظهور الأزمة و ارتفاع حالات الإصابة بالوباء، تم تقسيم عمل وحدة إنتاج الأوكسجين الطبي و تحويله إلى المستشفيات بقدر يصل إلى 8 آلاف لتر يوميا و مع دخول مجمع عطية أيضا مرحلة الإنتاج، ستخفف الأزمة في ظل الارتفاع الرهيب لحجم الاستهلاك اليومي للأوكسجين، مع زيادة الإصابات و دخول المرضى إلى المستشفيات في وضعيات معقدة.
و في سياق متصل، سجل، أول أمس، نقص كبير في مادة الأوكسجين على مستوى مستشفى الحجار الذي يوجد فيه جناح خاص بمرضى كوفيد 19 الذي يستوعب حوالي 50 سريرا، حيث وقفت النصر هناك على قرب نفاد الأوكسجين، فيما بلغت إدارة المستشفى أهالي المرضى و مديرية الصحة بضرورة التحرك للتوفير العاجل للأوكسجين، كانت الاستجابة سريعة و تم إنقاذ حياة المرضى.
و أرجع أطباء تحدثت إليهم النصر، سبب الطلب الكبير على الأوكسجين، إلى تطور الفيروس، حيث أصبح يؤثر بشكل كبير على الجهاز المناعي و يهاجم الرئتين مباشرة، ما يتطلب تزويد المريض بمادة الأوكسجين بشكل مكثف، أي بمعدل استهلاك يعادل ضعف استهلاك المريض العادي في حالة إنعاش.
فيما تواصل وحدات الشرطة و كذا مصالح مديرية التجارة، جهودها المبذولة في إطار الحد من انتشار فيروس كوفيد 19، بتكثيف الدوريات الراكبة عبر مختلف الساحات و الأماكن العمومية، الأحياء الشعبية و المحلات التجارية، من خلال دعوة المواطنين بمكبرات الصوت، إلى ضرورة التقيد بالتدابير اللازمة للوقاية من فيروس كوفيد 19 و ارتداء الأقنعة الواقية و التباعد الجسدي، كما كثفت مصالح الشرطة من خرجاتها الميدانية للوقوف على مدى تطبيق التدابير و الإجراءات المتخذة من طرف السلطات للوقاية من فيروس كوفيد 19، مع اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة في حق المخالفين.
كما تدعو مصالح أمن ولاية عنابة، المواطنين، إلى ضرورة التقيد الصارم بالتدابير اللازمة للوقاية من فيروس كورونا و هذا حفاظا على صحتهم و صحة عائلاتهم.
حسين دريدح
