كشفت مديرة السياحة و الصناعات التقليدية و العمل العائلي لولاية الطارف، ماجدة زنادي، في تصريح «للنصر» أمس، عن فسخ مؤسسة التسيير السياحي للشرق بعنابة، مؤخرا، صفقة ترميم فندق المرجان العتيق بمدينة القالة مع الشركة الإيطالية التي أسند لها المشروع، عن طريق العدالة، بسبب تعطل الأشغال المتوقفة منذ أكثر من سنة و مغادرة الشركة الأجنبية للبلاد من جراء تداعيات انتشار فيروس كورونا.
و قالت المسؤولة، بأن لجوء مؤسسة التسيير السياحي للشرق بعنابة، صاحبة المشروع، لفسخ الصفقة مع الشركة الأجنبية، جاء بعد استنفاد كل المساعي السلمية في دفع الشركة للعودة إلى أرض الوطن بعد استقرار الظروف الصحية للجائحة، من أجل استئناف الأشغال المتوقفة منذ أشهر رغم الإعذارات العديدة الموجهة لها في الصحف و عبر القنوات الرسمية، قبل أن يتقرر في آخر المطاف إحالة الملف على القضاء لفسخ الصفقة بطريقة قانونية تفاديا لأي مشاكل إدارية لاحقا مع الشركة التي لم تف بتعهداتها بإنهاء الأشغال حسب الآجال المحددة للمشروع و الذي لم تتعد نسبة إنجازه 30 بالمائة، رغم الإجراءات التي قامت بها المصالح المعنية للرفع من وتيرة الأشغال بدعم الورشات بكل الإمكانيات و الوسائل المادية، غير أن سيرورة الأشغال ظلت تراوح مكانها لأسباب عديدة قبل توقفها نهائيا بعد انتشار الجائحة و مغادرة الشركة و إطاراتها نحو إيطاليا، في حين عمدت السلطات المحلية بعد غلق المجال الجوي في إطار الوقاية من تفشي كوفيد19، للتدخل لدى الجهات المركزية من أجل الترخيص بعودة الشركة، غير أن عودتها طالت، مما استدعى اتخاذ الإجراءات اللازمة ضدها في مثل هذه الحالات.
و كشفت ذات المسؤولة، عن شروع مؤسسة التسيير السياحي للشرق في الإجراءات الإدارية و التقنية، من أجل التحضير للإعلان عن المناقصة الوطنية لاختيار مؤسسة الإنجاز المؤهلة في هذا المجال و التي ستوكل لها عملية ترميم و صيانة فندق المرجان، مع الحفاظ على خصوصياته و شكله الهندسي المميز و هذا بعد أن تم تجنب اللجوء للمناقصة الدولية التي تم اللجوء إليها في المرة الأولى، و التي رست على الشركة الإيطالية بغرض الإسراع في إنهاء أشغال الترميمات و ضمان تكوين اليد المؤهلة من أجل الاعتناء بصيانة الفندق مستقبلا عوض اللجوء للأجانب في كل مرة، غير أن المناقصة كتب لها الفشل في نهاية المطاف لعدم التزام الشركة الإيطالية بتعهداتها، في وقت فضلت فيه أطراف أخرى محسوبة على الجهات الوصية، منح مشروع ترميم الفندق العتيق المرجان لشركة صينية أو لإحدى كبرى الشركات الوطنية المؤهلة عن طريق التراضي ربحا للوقت.
وأضافت مصادرنا، بأن قرار غلق نزل المرجان اتخذته مؤسسة التسيير السياحي للشرق بعنابة، بعد استرجاعها للفندق بغرض إخضاعه لعملية الترميم وإعادة التجهيز، بعد أن ظل مستأجرا لأحد الخواص طيلة ثلاثة عقود من الزمن دون دفتر شروط و من دون اعتناء المستأجر به، ما تسبب في تدهور حالته و تدني نوعية الخدمات.
و أكدت مديرة السياحة، حرص السلطات المحلية على إنهاء الأشغال و إعادة فتح فندق المرجان أمام الزبائن و السياح في القريب العاجل، بعد دعمه ببعض المرافق الجديدة التي من شأنها الارتقاء بنوعية الخدمات المقدمة للزبائن، على غرار إنجاز محطتين للمعالجة بمياه البحر و المياه العذبة، إنجاز مسابح، ملاعب للرياضة و حظيرة لركن السيارات و توسعة الغرف ( 103غرفة) و كذا المطاعم و قاعات الشاي و غيرها و هو ما سيسمح بتنشيط و إعطاء دفع للعملية السياحية و استحداث عشرات مناصب الشغل، علاوة على استدراك العجز المسجل في هياكل الإيواء و الاستقبال التي يشكو منها قطاع السياحة بالولاية.
نوري.ح