شيد سكان حي بوفضة المعروف باسم «لقطارات» في بلدية عين ولمان، جنوب ولاية سطيف، حديقة عمومية بأموالهم الخاصة، في القطعة الأرضية التي كانت تحتضن في السنوات السابقة بناية قديمة كانت تستغل لإيواء العائلات الهاربة من جحيم الجماعات الإرهابية سنوات التسعينيات.
و بعد استتباب الأمن بالجهة الجنوبية و عودة الحياة إلى طبيعتها، فقد ضغط سكان الحي المذكور على السلطات المحلية من أجل إزالة تلك البناية القديمة، خوفا من تحولها إلى نقطة سوداء أو مكان فوضوي، خاصة مع عودة العائلات التي كانت تقطن بها إلى سكناتها أو ترحيلها إلى شقق جديدة.
و أمام تلك الضغوطات، اضطرت السلطات المحلية لهدم تلك البناية في سنة 2014 و ظلت تلك القطعة الأرضية شاغرة دون استغلالها في برمجة أي مشروع تنموي، قبل أن يصل إلى مسامع المواطنين رغبة بعض الأطراف في منح القطعة الأرضية الشاسعة لصالح المرقين العقاريين من أجل بناء ترقيات عقارية ثم بيع الشقق و هو ما قوبل بالرفض من قبل السكان الذين سارعوا لتوجيه العديد من الشكاوى لمصالح البلدية، قبل أن يقرروا تشييد حديقة عمومية بأموالهم الخاصة، مستعينين بخبراء في الهندسة و البستنة و الكهرباء و المياه، مع غرس العشرات من الأشجار لإعطاء طابع جمالي لهذه الحديقة.
و حسب لجنة الحي المسؤولة عن الإنجاز، فإنها ستقوم قريبا بتزويد الحديقة بألعاب للأطفال، مع تخصيص فضاء خاص بممارسة رياضة الكرة الحديدية التي تستهوي سكان هذه المدينة.
و يناشد سكان هذا الحي من الدائرة و البلدية، تسجيل الأرضية كحديقة رسمية، بهدف غلق الأبواب أمام الطامعين للاستيلاء عليها و تحويلها إلى عمارات، خاصة و أن المئات من سكان هذا الحي الشعبي بحاجة لمتنفس مماثل، كما أنهم طالبوا السلطات المحلية بتسهيل مأموريتهم في تنصيب لعب الأطفال في القريب العاجل، خاصة و أن ميزانية إنجاز هذه الحديقة كانت من أموالهم الخاصة.
أحمد خليل