رغم الجفاف و ارتفاع التكاليف: إنتاج ألفي قنطار من العسل بتبسة

شهدت ولاية تبسة خلال، السنوات الأخيرة، توسعا كبيرا في نشاط مربي النحل، حيث وصل الإنتاج خلال هذه السنة، إلى قرابة 1980 قنطارا من العسل الذي تعد بلدية الحمامات « 18 كلم غرب عاصمة الولاية »، عاصمة له منذ عقود، في حين لم تتجاوز كمية الإنتاج قبل سنوات، 500 قنطار، مقابل خسائر تكبدها المربون جراء ارتفاع أسعار الأدوية و التجهيزات المستعملة في الإنتاج، الأمر الذي ساهم في ارتفاع سعر الكلغ الواحد من العسل الذي كان يتراوح بين 1500 و ألفي دج إلى 4 آلاف و 5 آلاف دينار جزائري.                                                                                       
مصدر من تعاوينة تربية النحل ببلدية الحمامات، ذكر للنصر أن عدد النحّالين بلغ 5520 نحّالا على مستوى الولاية، بينما لم يتجاوز عدد المنخرطين 103 نحّالين و بلغ مجموع خلايا النحل، 39 ألفا و 913 خلية، منها 39 ألفا و 713 خلية عصرية و 200 خلية تقليدية و بلغ إنتاج الفرخ 10 آلاف و 500 فرخ في السنة و قدر إنتاج الشمع الخام بـ 90 قنطارا في السنة، بينما بلغ إنتاج غبار الطّلع 150 كلغ في السنة.
أحد مربي النحل، أكد في حديث للنصر أنهم تكبدوا خسائر معتبرة نتيجة للجفاف الذي يعصف بالولاية، مما تسبب في تراجع إنتاج العسل و الذي انجر عنه ارتفاع سعره و رغم ذلك، عرفت هذه الشعبة بالولاية توسعا كبيرا في عدد المنتجين، رغم العراقيل الكثيرة التي تقف أمامهم، مثل ضعف التكوين لافتقار الولاية للمرشدين الفلاحييّن المختصين في هذا المجال بالعدد الكافي، لإعطاء التوجيهات و الإرشادات الكافية لمربي النحل بالنظر لحساسية تربية النحل التي تحتاج إلى الحيطة و الحذر و الاهتمام المستمر.
فيما اعتبر أحد المربين المعروفين ببلدية الحمامات، أن مساعدة الدولة في هذا الإطار يجب أن تصب في دعم سوق تجهيزات التربية و الوقاية و الأدوية، حتى لا يتكبد المربون خسائر كبيرة في شراء خلايا جديدة يصل سعرها إلى أكثر من 3500 دج للخلية الواحدة، فكل الخلايا التي سلمت من المصالح المعنية، تتكاثر و تتطلب رفع عدد الصناديق، فضلا عن كون أدوية بعض الحشرات التي تتغذى على أجنحة النحل، وصل سعرها إلى 10 آلاف دينار جزائري، ناهيك عن ارتفاع سعر الشمع الخاص بصندوق العسل في السوق المحلية.
و من جانب آخر، فإن الولاية لا تعاني من أي مشكلة في نشاط تربية النحل و قد جندت مديرية المصالح الفلاحية إطارات أكفاء لخدمة المربين و تقديم النصح و التوجيه لهم و لعل القفزة النوعية و الكميات الهائلة التي حققها منتجو العسل بالولاية، بمجموع قارب 40 ألف خلية وزعت على الفلاحين بمختلف بلديات الولاية، تعد دليلا واضحا على اهتمام الدولة بهذه الشعبة، بالإضافة إلى استفادة مئات الفلاحين من برنامج إضافي باستفادتهم من خلايا نحل جديدة، ستساهم في رفع حجم الإنتاج.
و ناشد مربو النحل الجهات ذات العلاقة بتقديم يد المساعدة لهم للحفاظ و الاستمرار في الاهتمام بهذه الثروة، حتى تقف على ساقيها و ذلك بدعم سوق الأدوية الموجهة لتربية النحل و توفير مختلف التجهيزات و المعدات و يتمنون الحصول على تعويضات مالية من الحكومة لمواجهة مصاريف نقل أسراب النحل إلى بعض المناطق التي تتوفر على الغذاء، لاسيما في فصل الشتاء، بغرض رفع الإنتاج و تحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة العسل التي أصبحت علامة مميزة تشتهر بها ولاية تبسة و جعلتها في مصاف الولايات المشهورة بإنتاج مختلف أنواع العسل، خاصة منطقة الحمامات السياحية التي تحولت إلى وجهة مفضلة للكثير من تجار العسل الذين يقصدونها من كل حدب و صوب، لاقتناء هذا المنتوج الذي يزداد الطلب عليه يوما بعد يوم لفوائده الصحية و المادية، غير أن تداعيات موسم الجفاف الذي يعصف بالولاية و تزايد المصاريف، تدفع المربين إلى شد الرحال إلى مناطق أخرى بالوطن، تكون أكثر حماية و إنتاجا لمادة العسل
 ولاية تبسة تتوفر على تعاونية لتربية النحل و إنتاج العسل ببلدية الحمامات و هي منطقة معروفة بغطاء نباتي معتبر ملائم لتطوير هذا النشاط، أنشئت سنة 1979 تابعة للقطاع العمومي و أعيدت هيكلتها حسب القانون الأساسي النموذجي للتعاونيات رقم 88/170 من القطاع العمومي إلى القطاع الخاص، تابع للفلاحين و يقدر عدد عمالها  بـ 21 عاملا، من بينهم 14 عاملا متخصصا و تعمل التعاونية على تنمية تربية النحل و عصرنة خلاياها و توفير أدوات و عوامل الإنتاج، فضلا عن تكوين أعوان تربية النحل و توفير احتياجات النحّالين، مع تكوين المتربصين على مستوى المراكز الجوارية للتكوين المهني على مستوى الولاية.   
ع.نصيب