سجل القسم الفرعي الفلاحي بدائرة الشريعة في ولاية تبسة، خلال الأيام الأخيرة، انتشارا كبيرا و مقلقا لمرض « الجدري»، على مستوى بلديتي الشريعة و ثليجان، المعروفتان بتربية الماشية، تزامنا مع انعدام اللقاح على مستوى مديرية المصالح الفلاحية بالولاية.
رئيس بلدية الشريعة و بناء على مراسلة القسم الفرعي الفلاحي، وجه إعلانا لجميع الموّالين المتواجدين بإقليم البلدية، دعاهم فيه إلى ضرور اتباع الإجراءات الوقائية إلى غاية توفر اللقاح، لمواجهة انتشار و توسع هذا الداء، بمنع إدخال أي رأس جديد من رؤوس الماشية إلا بعد العزل و لمدة 10 أيام و إخضاعه للفحص البيطري لدى بيطري خاص، مع ضرورة تطهير الحظيرة جيدا بمادة مطهرة، مع اجتناب الاحتكاك مع قطيع آخر، خاصة في أحواض شرب المياه الجماعية.
و أكد رئيس البلدية، أنه و في حال الاشتباه في تواجد هذا المرض في القطيع و الذي يعرف بارتفاع درجة الحرارة و فقدان الشهية و ظهور حبوب تحت الجلد على الوجه و الذيل، فالموال مجبر على القيام بالعزل الفوري للحالة المشتبه فيها و الإسراع بالتبليغ لدى أقرب طبيب بيطري خاص.
و رغم أن الجزائر أنفقت مبالغ مالية ضخمة على عمليات التلقيح للقضاء على هذا المرض منذ عدة عقود، إلا أن المصالح البيطرية بالوطن، مازالت تسجل إصابات عديدة من المواشي بهذا المرض و لمحاصرة الداء، تعمل مديرية الفلاحة على تلقيح الأغنام ضد داء الجدري، كخطوة استباقية لمنع تسلل المرض و انتشاره و اتساع رقعته، مع العلم بأن عدوى المرض يمكن أن تنتقل من الحيوان إلى الإنسان.
بعض مربي الماشية و في اتصالهم بالنصر، أكدوا أنهم تكبدوا خسائر مالية فادحة في السنوات الماضية، جراء إصابة قطاع الماشية بداء الجدري، إضافة إلى الجفاف و ارتفاع درجات الحرارة و التي أدت إلى نفوق العشرات من الأغنام، مشيرين إلى أن ذلك المرض يصيب المواشي في مثل هذه الأوقات من كل عام و طالبوا وزارة الفلاحة بضرورة العمل على تكثيف الدورات لتوعية مربي الماشية بالمرض و أعراضه و كيفية التعامل معه حال ظهوره في أوساط مواشيهم.
مصدر من مصالح الفلاحة بالولاية، أكد للنصر أن الولاية خالية من وباء الجدري، موضحا بأن المديرية الولائية و إن سجلت بعض الحالات، فإنها لا تعتبر بالشكل المؤثر و أوضح أن مرض جدري الماشية يعتبر مرضا مستوطنا و موجودا دائما في معظم الدول التي توجد فيها ثروة حيوانية، معتبرا أن ظهور عدد من الحالات لا يعني بالضرورة تحول المرض إلى وباء.
كما أشار المتحدث، إلى أن مديرية الفلاحة تقوم بشكل سنوي و دوري بعمليات تلقيح المواشي من الأمراض الوبائية و القاتلة، عن طريق تزويد الأقسام الفلاحية الفرعية بدوائر الولاية، بالتلقيحات الخاصة بالمواشي لدى جميع الموالين و الفلاحين في كافة أنحاء الولاية.
ع- نصيب