سلطت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حق المتهم بقتل زوجته شنقا بدائرة الحجار، منكرا قيامه بإزهاق روحها، مصرحا بأنها انتحرت بسبب معاناتها من اضطراب نفسي، فيما التمس ممثل الحق العام عقوبة الإعدام في حق المتهم، عن جناية القتل العمدي.
و تعود وقائع القضية إلى تاريخ 14 أفريل 2020، عندما تلقت مصالح أمن الحجار مكالمة هاتفية من الحماية المدنية بالحجار، مفادها انتحار سيدة بشارع زيغود يوسف، لتتنقل عناصر فرقة الشرطة القضائية رفقة الشرطة العلمية و بعد الوصول إلى مكان الوقائع، تبين أن الأمر يتعلق بالضحية (م. ف) و قد صرح زوجها أنها انتحرت بواسطة حبل الأرجوحة المعلق بفناء منزله العائلي.
و بعد المعاينة الميدانية لمكان الجريمة، تبين أنها وقعت بمسكن أرضي متكون من غرفتين، أين عثر على الضحية مستلقية على ظهرها و رأسها مائل نحو الباب تجاه كتفها الأيمن، كما تمت معاينة وجود أرجوحة بفناء البيت، دون وجود أي آثار للضرب و الجرح أو اعتداء بالعنف الجسدي و بعد رفع الضحية، تم العثور على زوج من الأقراط من المعدن الأبيض مرمي على الأرض، إحداهما قرب الخصر و الأخرى قرب الكتف الأيسر، كما تم العثور داخل غرفة الاستقبال، على مجموعة من الأدوية خاصة بمرض الأعصاب و وصفات طبية خاصة بالضحية.
و لدى سماع المتهم (م.م) زوج المرحومة، أمام الضبطية القضائية، صرح بأنه و قبل زواجه بالضحية كان متزوجا و لم ينجب أطفالا، ثم اقترح عليها إعادة الزواج و قد تزوج من المرحومة (م.ح) سنة 2013 و بعدها رفضت زوجته الأولى العيش معه في نفس المسكن، حيث طلبت التنقل إلى بيت والديها بحي حجر الديس، فكان ذلك و لكن زوجته الثانية طلبت منه تطليقها فكان ذلك سنة 2013 و كان يعيش حياة زوجية عادية بمسكن مجاور لمسكن والدته و أخيه و أواخر 2018، بدأت تتغير سلوكات الضحية التي كانت تقول أنها تشاهد أمورا غير موجودة و ملابسها متسخة و تتصور وجود قمل فيها، حينها بدأ يشك في أنها مريضة نفسيا و أحضر لها مرق و لم تتحسن و ساءت حالتها سنة 2019، ليعرضها على طبيب الأمراض العقلية بالرازي و طلب أن يتركها في المستشفى و لكنه طلب أن تتداوى في المنزل لأن ابنتها الكبيرة تعاني من التوحد و قد تحسنت حالتها في شهر ماي 2019، بعدما تناولت دواءها و كانت تتردد بصفة دورية على طبيبها بالرازي تبعا لبطاقة المراقبة الطبية.
و أضاف أنه قبل انتحارها بـ 12 يوما، تغيرت حالتها و ساءت مرة أخرى و أصبحت تطلب منه نزع الأرجوحة لأنها ترتعب من الحبل و بتاريخ الوقائع، قام صباحا لتناول الفطور رفقة ابنتيه و كان على خلاف مع زوجته التي رفضت الجلوس معه و أخذت البنت الصغرى لتغيير حفاظتها، فيما بقي هو و ابنته الأخرى في المطبخ و لما خرج وجدها معلقة بحبل الأرجوحة و نصفها السفلي منبطح على الأرض و العلوي مرتفع بمتر و كانت مشنوقة من رقبتها بالحبل، ليقوم بنزع الحبل من رقبتها و وضعها على الأرض و لم يكن متأكدا ما إذا كانت قد ماتت أم لا، فاتصل بأخيه و أبلغ الحماية المدنية لإسعافها .
و حسب ما جاء في تقرير الطبيب الشرعي عند تشريح الجثة، فقد تبين وجود انتفاخ في مقبض يديها و آثار زرقاء على رقبة الضحيّة و أخرى تشير إلى استعمال اليد للضغط على رقبتها، كما تمّ العثور على خدوش أسفل الوجه و الرقبة و أمام وجود قرائن اعتمادا على تقرير التشريح، تمت متابعة المتهم بجناية القتل العمدي في حق زوجته و خلال جلسة المحاكمة، أنكر المعني قيامه بقتل زوجته.
حسين دريدح