تكبد منتجو التمور بالجهة الشرقية لولاية بسكرة، خاصة بمنطقة سيدي عقبة و ما جاورها، خسائر مادية كبيرة جراء التأثيرات السلبية للحرارة التي شهدتها المنطقة صيفا و التي تجاوزت سقف 46 درجة مئوية مقابل ندرة مياه السقي، زيادة على إصابة المنتوج بداء بوفروة، ما أدى إلى تيبس عراجين التمر، خاصة من صنف دقلة نور، ما أفقده قيمته من حيث التسويق في الأسواق المحلية.
وتعرف أسعار البيع بسوق الجملة في مدينة الحاجب، هذه الأيام، انخفاضا كبيرا خاصة في هذه الفترة التي تتزامن مع مرحلة الجني لمختلف الأنواع، حيث تراوح سعر الكلغ ما بين 70 إلى 150 دج حسب النوعية المعروضة، بعدما كانت في السنة الماضية تتأرجح بين 200 إلى 300 دج.
و رشح بعض العارفين بخبايا السوق، استمرار انخفاض الأسعار اعتبارا من دخول مرحلة الجني مرحلة الذروة و زيادة العرض و هو ما دفع بعضهم للتخلي عن مئات القناطير من أنواع التمور دون جني بعد أن تعذر عليهم جنيها تقليلا لفاتورة الخسائر.
و حسب بعض المنتجين في حديثهم للنصر، فإن تعدد المشاكل التي تواجههم من موسم لآخر و ذات العلاقة المباشرة بنشاطهم، ساهمت بشكل كبير في تراجع معدل الإنتاج بالمنطقة زيادة على عامل المناخ الذي كان السبب المباشر في تردي النوعية هذا الموسم إلى جانب معوقات أخرى يتصدرها نقص مياه السقي، انعدام سوق لعرض و بيع منتوجهم السنوي من أنواع التمور، على غرار أنواع الخضر التي وجدت لها فضاءات لبيع المنتوج بالمناطق المجاورة.
كما اشتكى المتضررون من المنتجين، من النقص الحاد في اليد العاملة المؤهلة و ارتفاع تكاليفها و كذا غرف التبريد التي تمكنهم من بيع منتوجهم دون عناء أو خوف من كساده و بطء تسويقه باعتبار أن المنتوج يكفي لتغطية الطلب محليا و يساهم في استقرار الأسعار.
ويرى محدثونا، أن الحاجة تستدعي توفير المزيد من غرف التبريد و وحدات التكييف في ظل دخول ألاف النخيل مرحلة الإنتاج الفعلي من موسم لآخر . وأمام هذه الوضعية، طالب المنتجون بضرورة التدخل العاجل للجهات المختصة لتلبية مطالبهم و تخصيص سوق لعرض منتوجهم و توفير آليات التخزين لتصديرها إلى الخارج، حتى يتمكنوا من مزاولة نشاطهم الفلاحي في أحسن الظروف، باعتباره قاطرة الاقتصاد المحلي. ع.بوسنة
