بدأت مديرية التجارة بقالمة، عملية واسعة لبيع كميات كبيرة من البطاطا للمواطنين، مباشرة بالعديد من البلديات، بسعر 50 دينارا للكيلوغرام الواحد، في محاولة للحد من الارتفاع غير المسبوق لهذه المادة الغذائية الواسعة الاستهلاك، حيث وصل سعرها ببعض الأسواق المحلية إلى نحو 140 دينارا للكيلوغرام الواحد.
و قد اختارت مديرية التجارة ساحة حي القروي لبيع نحو 15 طنا من البطاطا لسكان مدينة قالمة، كما شوهدت شاحنات البيع أيضا بمدينة حمام دباغ أمس الأحد، و قبلها بمدن أخرى، و يتوقع أن تتوسع العملية إلى كل بلديات قالمة خلال الأيام القليلة القادمة.
و قد تم تحديد حصة تقدر بنحو 5 كلغ لكل مواطن و تراقب الشرطة حركة الشاحنات و تنظم عملية البيع بالفضاءات العمومية، تفاديا للتلاعب بالأسعار و منع الجشع الذي يصاحب عادة الندرة في المواد الواسعة الاستهلاك، كما حدث مع مادتي الزيت و الدقيق.
و تتولى مؤسسة آغروديف الحكومية على عملية البيع تحت إشراف مديرية التجارة و مصالح الأمن، طيلة المدة المخصصة للتوزيع و البيع، وسط توقعات بتراجع أسعار البطاطا بأسواق قالمة خلال الأيام القليلة القادمة، بعد دخول المنتوج ذو السعر المقنن إلى السوق المحلية، إلى جانب الإنتاج الجديد القادم من الولايات الرائدة في هذا المجال.
و يعيش المواطنون بقالمة وضعا صعبا منذ عدة أشهر بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، كالخضر و البقول و اللحوم السوق الوطنية، و أصبحت العائلات الفقيرة غير قادرة على شراء هذه المواد، التي يقول التجار بان أسعارها مرتبطة بتكاليف الإنتاج، التي تضاعفت تقريبا منذ بداية العام الجاري.
و تعد قالمة واحدة من بين ولايات الوطن المنتجة للبطاطا الموجهة للاستهلاك، و بذور البطاطا، إلى جانب البقول كالحمص و الفول العدس و الفاصولياء، لكنها لم تتمكن من توفير حاجيات السكان بسبب قلة المساحات المخصصة لهذه المنتجات، و ندرة مياه السقي، و تراجع عدد المنتجين بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، و أصبح القمح و الأعلاف و الطماطم الصناعية البديل الزراعي لدى الغالبية منهم، و خاصة بسهل سيبوس المسقي.
فريد.غ