سلطت هيئة محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، عشية أمس الأول، عقوبة السجن المؤبد في حق الشاب المسمى (د.أ) في العقد الثالث من العمر، الذي توبع بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد، مع إلزامه بتعويض عائلة الضحية بمبلغ 800 مليون سنتيم، فيما التمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة الإعدام.
القضية ترجع إلى تاريخ التاسع من شهر أكتوبر من سنة 2016، عندما تطور خلاف حاد بين عائلتي الضحية والجاني، بسبب رفض عائلة الضحية الموافقة على طلب خطبة شقيق الجاني من أخت الضحية، وظل شقيق الجاني مترددا على الحي الذي تقطن فيه العائلة التي رفضته بحجة سلوكه غير السوي، أين يوجه عبارات جارحة للعائلة ويطلق عبارات السب والشتم وهو في حالة سكر، ليتطور الأمر قبل يومين من الحادثة، إلى شجار تعرض فيها شقيق الجاني للضرب المبرح، وتسبب له ذلك في كسر على مستوى إحدى يديه، ليخطط الجاني للثأر لشقيقه، أين ترصد يوم الجريمة الضحية العامل كعون أمن بمركز التكوين المهني بالمدينة، إلى غاية وصوله لحي 75 سكنا وسط مدينة عين فكرون، أين تقدم منه و طعنه طعنة واحدة، أسقطته أرضا غارقا في دمائه.
الضحية نقل من طرف شقيقه الأصغر الذي كان برفقته و بعض المواطنين، صوب مستشفى حمودة أعمر المحلي، أين حاول الطاقم الطبي إنقاذه دون جدوى، لأن الطعنة التي تلقاها كانت سببا مباشرا في وفاته، فالطبيب الشرعي و بعد تشريحه الجثة، أشار في تقريره أن الضحية تلقى طعنة بآلة حادة وقاطعة أصابت رئته اليسرى و شرايين قلبه و تسببت له في نزيف حاد كان سببا في وفاته، وقدر الطبيب الشرعي طول الطعنة بـ7 سم و هي التي أخيطت بـ10 غرز دون جدوى.
و بعد تعرض الضحية للضرب، تقدم شقيق الجاني من مصالح الأمن، مبلغا عن طعنه للضحية (ب.فواز)، مسلما خنجرا صغير الحجم تبين بأنه ليس المستعمل في الجريمة و بعد وفاة الضحية ساعات بعد نقله للمستشفى المحلي، تناقل مواطنون خبر طعنه من طرف الجاني الحالي، و ليس شقيقه الذي كان سببا في الشجار بين العائلتين، لينجح عناصر الشرطة بأمن الدائرة في القبض على الجاني، الذي اعترف بطعنه الضحية، محاولا إيهام المحققين بأنه كان يدافع عن نفسه، وملمحا إلى أن الضحية المعروف بأخلاقه الحسنة و هدوئه هو من تهجم عليه و هو ما خلص إليه تقرير المحققين الذي أثبت تورط الجاني في جريمة القتل، مع إخفاء سلاح الجريمة.
المتهم و أمام هيئة المحكمة، اعترف بالجرم المنسوب إليه، مؤكدا طعنه الضحية عن غير قصد، كونه كان يلوح بخنجر لما تهجم الضحية رفقة آخرين عليه وهو داخل سيارته من نوع «رونو لاغونا» الذي يشتغل بها ناقلا غير شرعي، وأشار الجاني أنه كان متواجدا بدوار الهنشير، ثم عاد ليتوجه لمكان توقف سيارات «الفرود» بحي 75 سكنا و لم يخطط حسبه لقتل الضحية الذي قصده هو، غير أن شقيق الضحية أكد عكس تصريحات الجاني، مبينا بأنه كان رفقة شقيقه الضحية متوجهان صوب ورشته للحدادة لتفقدها، ليقوم الجاني على مستوى حي 75 سكنا بالتقدم منهما، ويطعن شقيقه ويلوذ بالفرار، وذهبت تصريحات بعض الشهود في ملف القضية أن شقيق الجاني (د.أ) و صهرهما (ب.م.ش) كانا معا رفقة الجاني، أين قاما باعتراض حركات الضحية و مسكه من يديه، في حين استل الجاني خنجرا وطعنه بقوة، وهي التصريحات التي نفاها المتهم.
أحمد ذيب