سلطت، عشية أمس، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، عقوبة 4 سنوات سجنا نافذا في حق (م.خ) البالغة من العمر 26 سنة، التي تمت متابعتها بجناية الضرب والجرح العمدي المفضي للوفاة دون قصد إحداثها، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة 20 سنة سجنا نافذا للمتهمة.
القضية ترجع لتاريخ الثالث من شهر نوفمبر من السنة الماضية، عندما تواصل القائمون على مصلحة الاستعجالات بمستشفى حمودة أعمر بعين فكرون مع عناصر أمن الدائرة، يخطرونهم عن استقبال فتاة متوفاة تدعى (س.ريتاج) وتبلغ من العمر 7 سنوات وهي المقيمة بحي الفتح وسط المدينة، لتفتح مصالح الأمن تحقيقا معمقا في القضية، بعد تأكيد الطبيب الشرعي في تقريره أن الوفاة عنيفة.
وصرحت المتهمة وهي أم لثلاثة أطفال بينهم رضيع وضعته أشهرا قبل الحادثة وطفلة تبلغ من العمر 4 سنوات، أن ابنتها كانت تلعب في محيط سكنها ثم ولجت المنزل، لتدخل في مناوشات مع شقيقتها الصغرى التي قامت بالكتابة على كراريسها وهي التي تدرس في السنة الثانية ابتدائي، وقد أخذت الضحية في الصياح محدثة فوضى عارمة في المنزل، فحاولت إسكاتها، غير أنها رفضت و واصلت الصراخ، فقامت الأم بضربها حتى أغمي عليها، قبل أن ترش وجهها بالماء في محاولة لإيقاظها غير أنها لم تنهض، فتم الاستنجاد بجار سارع لنقل الطفلة لمصلحة الاستعجالات بالمستشفى المحلي، أين تأكدت وفاتها.
وأنكرت الأم الشابة التي كانت تذرف الدموع وهي تروي ما حصل لها خلال جلسة المحاكمة، ضربها المبرح لابنتها، غير أن الطبيب الشرعي أكد بأن الطفلة تعرضت للخنق وكانت عليها كدمات على مستوى الرأس وفي أنحاء جسمها. واعترفت الوالدة بأن طباعها تغيرت بعد وضعها ابنها الثالث عند أهلها والذي لم تقو على إرضاعه، فأصبحت عدوانية مع ابنتيها.
زوج الفتاة المتهمة المسمي (س.ج)، أكد بأن زوجته مرضت بعد ولادتها الثالثة، وعرضت على طبيب نفساني منحها أدوية رفضت تناولها، مشيرا إلى أنها أضحت عدوانية مع ابنتيه، حتى أنها رفضت النظر إلى طفلها الجديد، الذي وضعته قبل موعد ولادته بعد أن لزمت الفراش منذ الشهر السادس من الحمل.
وأوضح والد المتهمة، بأن ابنته مرضت عند الولادة الأخيرة، وظلت تتلقى العلاج منذ تلك الفترة، حيث عرضها على طبيب نفسي أكد وجوب الاعتناء بها، كونها «في المرحلة الثالثة» من حالتها النفسية، طالبا عدم تركها وحيدة لأنها قد تنتحر أو تقتل أحد أبنائها، مضيفا أن الطبيب طلب نقل ابنته لمستشفى الأمراض العقلية بجبل الوحش في قسنطينة، بمراسلة كتابية غير أن زوجها رفض ذلك ومزق المراسلة، أما والدتها فبينت بأن ابنتها ظلت 5 أشهر بعد ولادتها في منزلها، وضربها لأطفالها كان كأي أم تؤدب أبناءها، حسب قولها.
أحمد ذيب