تدعمت التنمية الريفية في ولاية قالمة، بطريق ريفي جديد يربط بين إقليم بلديتي عين العربي و بن جراح انطلاقا من الطريق الولائي 123، الذي يعد من أطول الطرقات الولائية، حيث يربط بين مدينة قالمة و عدة بلديات، إلى غاية قرية رأس العيون على الحدود مع ولاية قسنطينة.
و يمتد الطريق الريفي الجديد على مسافة 9 كلم و يكتسي أهمية اقتصادية و اجتماعية كبيرة، حيث قضى على العزلة التي ظلت تعاني منها المشاتي الواقعة بالإقليم الجبلي بين بن جراح و عين العربي، و أحدث حركية تنموية بالمنطقة.
و أصبح بإمكان مواطني المنطقة و السياح التنقل بين بن جراح و عين العربي دون المرور بمدينة قالمة، و ذلك عبر مسالك ريفية جميلة، و مناظر طبيعية نادرة، تميزها قمم جبال ماونة، و رعاة البقر الذين يعيشون بالمنطقة منذ عقود طويلة، رغم قساوة الطبيعة، و خاصة في فصل الشتاء عندما تطبق الثلوج على تلك المرتفعات أياما طويلة، و تعزل هؤلاء الرعاة الذين لم يتوقفوا عن المطالبة بإصلاح الطرقات الجبلية المنهارة، و مساعدتهم على التنقل لشراء الأعلاف و المؤن الغذائية، و الوصول إلى الأسواق لبيع و شراء الأبقار، و خاصة من سلالة جبل ماونة الشهيرة المقاومة لطبيعة المنطقة.
و يتوقع عودة الكثير من النازحين إلى الإقليم الجبلي بين عين العربي و بن جراح بعد تعبيد الطريق الجديد، و إدخاله مرحلة الاستغلال، في انتظار طرقات ريفية أخرى تنتظر التهيئة للقضاء النهائي على مشكل العزلة الذي يعد من أكبر التحديات التي تواجه الأقاليم الريفية النائية بقالمة.
و قد أنجزت ولاية قالمة في السنوات الأخيرة طرقات ريفية عديدة بالبلديات النائية، لكن العجز مازال مسجلا في هذا المجال، و أصبحت مشاريع فك العزلة و فتح المزيد من المسالك الجديدة مطلبا ملحا للسكان، الذين عانوا سنوات طويلة لكنهم ظلوا صامدين فوق الأرض، رغم الأزمات التي مرت بها تلك المناطق التي كادت أن تتحول إلى أقاليم خالية من السكان بسبب ظروف المعيشة القاسية، و تردي الوضع الأمني منتصف التسعينيات، و عصابات المواشي التي استغلت عزلة المشاتي و فرضت منطقها على الجميع، و أجبرت ما تبقى من السكان على الرحيل.
فريد.غ