سلّطت، نهاية الأسبوع، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، أحكاما متفاوتة في حق أفراد عصابة تنحدر من عين فكرون وقسنطينة، والذين تورطوا في تهديد مقاول من شلغوم العيد بميلة بالقتل، أين لم ينجحوا في مخططهم بعد توجه الضحية لعناصر الدرك وتقييده شكوى ضد مجهولين استدرجوه عديد المرات، محاولين قتله.
هيئة المحكمة أدانت غيابيا كلا من (ق.رمزي) و(س.ش) المنحدرين من عين فكرون بحكم الإعدام، مع إدانتها لكل من (ع.ش.د) و(ح.م.م) القاطنين بسيساوي بقسنطينة بعقوبة 3 سنوات حبسا منها سنتان نافذتان وسنة موقوفة التنفيذ، وتوبع المتهمون في القضية وبينهم المتهم الرئيسي (ق.شعبان) الذي يظل في حالة فرار، بجنايات تكوين جمعية أشرار لغرض الإعداد لجناية ضد الأشخاص، ومحاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار ومحاولة الاختطاف وجنحة التهديد بالقتل.
القضية ترجع إلى السابع والعشرين من شهر جوان من سنة 2020، عندما تلقت عناصر الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بعين فكرون، شكوى بخصوص تعرض مقاول في مجال البناء ونجارة الألمنيوم ينحدر من مدينة شلغوم العيد بميلة، لمحاولة اختطاف وللتهديد بالقتل من طرف مجهولين، لتنطلق في تحقيقات موسعة باستغلال جميع المعطيات.
وتم عشية يوم السابع والعشرين من شهر جوان، توقيف مركبة من نوع «كليو» قادمة من ولاية ميلة، وعلى متنها المتهمان المدانان (ع.ش.د) و(ح.م.م) وهما اللذان توجها صوب مدينة شلغوم العيد قصد تنفيذ مخطط رسمه المتهم الفارّ (ق.ش) والرامي لدفعهما لقتل الضحية المدعو (ح.هشام) مقابل استلامهما مبلغ 100 مليون سنتيم.
وعند توجههما لورشة الضحية بمخرج مدينة شلغوم العيد، ترجل المتهم (ع.ش.د) المنحدر من عين فكرون والقاطن بقسنطينة، للمقاول أين أوهمه بأنه يبحث عن عمل، غير أن الضحية الذي سبق له وأن تلقى تهديدا بالقتل بعد أن استدرجه مجهولون لمدينة عين فكرون، سرعان ما اكتشف بأن المتهم الذي قدم نفسه كشاب من مدينة التلاغمة توحي لكنته وطريقة كلامه بأنه من عين فكرون، وعندما أعلمه بأن لهجته ليست لأبناء التلاغمة، عاد المتهم مسرعا لسيارته أين لاذ ومن معه بالفرار لوجهة مجهولة، ليتم توقيفهم بعد ذلك بمدخل مدينة عين فكرون.
و صرح المتهم الأول بأنه توجه للضحية لمنزله بشلغوم العيد، و تتبعه إلى غاية توجهه لورشته ونزل عنده و تحاور معه، ثم تراجع عن المخطط الذي قدم من أجله، بعد أن خطط للنصب على المتهم الذي أرسله للقيام بالمهمة، حيث قام في طريق العودة لعين فكرون، بالاعتداء على مرافقه ليبدو أنهما تشاجرا مع الضحية و ليطلب المتهم (ع.ش.د) من (ق.ش) منحه مبلغ 100 مليون سنتيم المتفق عليه، على أساس أن المهمة تمت بنجاح، ليلقى القبض عليهما قبل أن يلتقياه.
وأنكر المتهم الثاني، علمه بمخطط تصفية المقاول جسديا، مشيرا إلى أن جاره في سيساوي طلب منه مرافقته لشلغوم العيد بحثا عن عمل، مؤكدا بأنه سبق له العمل بورشات البناء وتوقف بسبب وباء كورونا.
من جهته عاد الضحية ليسرد ما حصل معه بالتفصيل، مؤكدا بأن مجهولا استدرجه قبل 10 أيام من تاريخ الوقائع، و طلب منه التوجه لعين فكرون، ليبرما اتفاقية تركيب نوافذ وأبواب الألومنيوم لورشة سكنية، وتوجه حينها لعين فكرون، غير أن المتصل ربطه بعاملين تابعين له، حيث توجه للورشة واكتشف حينها بأنها مهجورة، فراودته شكوك بأن المتصل يستدرجه لأمر مجهول، ليتصل به آخر ويعلمه بأنه مستهدف في محاولة قتل، طالبا منه الحذر، و على إثر ذلك أخطر الضحية عناصر الدرك التي باشرت تحرياتها وكشفت مخطط العصابة.
أحمد ذيب
