أطلقت مديرية الموارد المائية لولاية عنابة، مناقصة وطنية لإنجاز نظام جمع مصبات مياه الصرف الصحي بالمدينة الجديدة ذراع الريش، في مؤشر إيجابي لإنهاء هاجس سكان المدينة وفلاحي المنطقة مع كابوس تلوت مياه وادي العنب، و ما خلفه من روائح كريهة و خسائر للفلاحين وأصحاب البساتين.
وجاء الإفراج عن المشروع كشطر أول، على أن يليه إنجاز محطة تصفية بذراع الريش، و ذلك بعد تدخل عاجل من الحكومة لرصد غلاف مالي استعجالي لإنهاء أزمة صرف المياه القذرة بذراع الريش التي تستقبل سنويا آلاف العائلات المستفيدة من الشقق في مختلف الصيغ، حيث تجاوز عدد السكنات الموزعة خلال عامين قرابة 20 ألف وحدة، مما طرح إشكالية التحكم في نظام جمع مصبات مياه الصرف الصحي، خاصة أن المشاريع السكنية لا تتمركز في موقع واحد.
واستنادا لمصادرنا بمديرية الموارد المائية، فقد تم تقسيم المشروع إلى 3 أجزاء، الأول يتعلق بإنجاز النظام الأولي والثاني بتمديد نظام جمع مصبات مياه الصرف الصحي لتوصيل ذراع الريش بمحطة الرفع الرئيسية، أما الجزء الثالث فيخص توصيل هذه الأخيرة بمحطة التصفية ذراع الريش، حيث تم اختيار أرضية إنجازها لتتوسط التجمعات السكنية الخمسة التابعة لدائرة برحال، من أجل جمع المياه القذرة من بلديات برحال مركز، الكاليتوسة، ذراع الريش، وادي العنب مركز وكذا التريعات، إلى جانب التقليل من نسبة الثلوث على مستوى المحمية الطبيعية فزارة المصنفة عالمية ضمن اتفاقية "رمسار".
وقد أنهى مكتب الدراسات المعتمد من قبل مديرية الموارد المائية، إعداد الدراسة التقنية لمشروع المحطة المذكورة، و التي ستكون الثانية بالولاية بعد محطة لعلاليق التي يجري ربطها بمركب الحجار من أجل تزويده بالمياه وتحقيق استقلالية على مستواه، بعد أن عرف خلال سنة 2017 مشاكل و توقفا بسبب انخفاض منسوب سدي ماكسة والشافية.
وكانت وزارة البيئة والطاقات المتجددة، قد تلقت عدة شكاوى من فلاحين وجمعيات بسبب التلوث الحاصل بوادي العنب، و قالوا إنه يهدد بساتين الحمضيات والأشجار المثمرة و كذا حقول الخضروات، إلى جانب اختلاط مياه الآبار التي يعتمدون عليها في السقي.
وتدخلت وزارتا الموارد المائية و البيئة إثر هذه الشكاوى، و طُرح الموضوع في جلسات الحكومة المخصصة لدراسة مشاكل المدن الجديدة، حيث تم وضع خطة للإفراج عن المشاريع المسجلة، إلى جانب إيفاد لجان مكونة من مصالح الري، الفلاحة و البيئة، لموقع مصب المياه القذرة بالوادي للوقوف ميدانيا على الأضرار، و رفع التقارير والمقترحات في هذا
الشأن. حسين دريدح