عادت تظاهرة ربيع الحمامات إلى المدينة السياحية حمام دباغ بقالمة، لتنعش قطاع السياحة الوطنية و تفتح آفاق العرض و الترويج أمام الحرفيين و التجار الناشطين في مجال السياحة، و تبدد حالة الركود التي عانوا منها بسبب تدابير الإغلاق، بعد عامين من التراجع الذي وصل إلى حد التوقف بسبب جائحة كورونا.
وقد انطلقت التظاهرة في طبعتها الحادية عشرة نهاية الأسبوع الماضي بمشاركة عدة ولايات بينها تبسة، المغير تلمسان، سوق أهراس، الطارف، الوادي تيزي وزو
و بسكرة و قالمة، يمثلها نحو 25 حرفيا في مختلف الصناعات التقليدية و الفنية التي تكتسي أهمية كبيرة في دعم الموروث الثقافي الوطني.
وكانت ساحة الشلال الشهير على موعد مع الحرفيين و آلاف الزوار الذين تدفقوا على المدينة السياحية منذ الخميس للاستمتاع بمناظرها و معالمها السياحية الجميلة، و التجول بين أروقة معرض الحرف و الصناعات التقليدية، و شراء التحف و الهدايا لتبقى ذكرى خالدة تعبر عن تطور الحرف و الإمكانات الهائلة التي يتوفر عليها قطاع السياحة بالجزائر.
و تعد صناعة الفخار و الحلي التقليدية و المنتجات الصديقة للبيئة، كالقفة المصنوعة من الحلفاء و الأواني الخشبية و اللوحات الفنية و اللباس التقليدي، من أهم المنتجات المعروضة بساحة الشلال و بمحمية العرائس التي تحتضن هي الأخرى معرضا تجاريا كبيرا بمناسبة حلول موسم الربيع المستقطب لآلاف السياح من مختلف ولايات الوطن.
و قال بوجمعة قرنين رئيس غرفة الصناعات التقليدية و الحرف بقالمة للنصر بأن ولاية قالمة و مدينة حمام دباغ على وجه الخصوص قد اكتسبت خبرة في تنظيم تظاهرة ربيع الحمامات منذ 2010، مضيفا بأنها تعد مكسبا اقتصاديا و سياحيا يفتح آفاقا واعدة أمام الحرفيين و يوطد العلاقة بينهم و بين السياح و المستهلكين، مما يساعدهم على التعريف بمنتجاتهم و بيعها للحصول على موارد مالية تسمح لهم بمواصلة النشاط و تطويره.
و دعا المتحدث إلى المحافظة على التظاهرة لدعم جهود تطوير الصناعات التقليدية الحرف و الترويج للموروث الثقافي و الاجتماعي داخل الوطن و في الخارج، حيث ظلت المنتجعات السياحية الحموية بقالمة مقصدا للسياح الأجانب و خاصة في فصل الربيع.
و قد امتلأت الفضاءات السياحية بمدينة حمام دباغ بخيم لعرض المنتجات التقليدية و الهدايا، و منصات الألعاب المخصصة للأطفال الصغار، في أجواء من البهجة و الاحتفاء بموسم الربيع، بعد نحو عامين من تدابير الإغلاق التي كبدت قطاع السياحة و الحرف خسائر مادية كبيرة.
و قد تدعم قطاع السياحة الحموية بقالمة بمشاريع هامة يجري إنجازها بمدينة حمام دباغ لرفع قدرات الاستقبال و الإيواء، و تحسين الخدمات المقدمة للزوار الذين ظلوا يشتكون من نقص المرافق و ارتفاع أسعار المطاعم و الفنادق القليلة التي لم تعد قادرة على تلبية الطلب المتزايد على مدار العام،
و يبلغ ذروته كل ربيع.
وقال ممثل الوكالة الوطنية لدعم
و تنمية المقاولاتية «أناد»، و ممثلة وكالة القرض المصغر «أنجام» المشاركتين في التظاهرة، بأن الدولة تبذل جهودا كبيرة لتطوير الصناعات الحرفية و التقليدية من خلال برامج التمويل الميسر و المرافقة عبر كل مراحل إنشاء المؤسسات المصغرة، و خاصة في مجال الحرف و الصناعات التقليدية التي تعد واجهة السياحة الوطنية و موردا اقتصاديا ينشئ الثروة و مناصب العمل.
فريد.غ