يستعجل العشرات من سكان قرية «لحسانة» الواقعة ببلدية عين أزال في ولاية سطيف، إزالة المفرغة العشوائية من المنطقة، بالنظر لما باتت تشكله من خطر حقيقي على الصحة العمومية، سيما عند القيام بحرق كميات معتبرة من القمامة، ما ينجر عن ذلك انتشار كثيف للدخان المصحوب بروائح كريهة.
و حسب قاطنة القرية، فإن السلطات المحلية لبلدية عين آزال، قد اضطرت منذ الأشهر الماضية لاختيار قرية «لحسانة» لرمي النفايات المنزلية، مباشرة بعد غلق المفرغة العمومية المعروفة باسم «سيدي اللافي»، الواقعة ببلدية عين الحجر المجاورة و التي كانت تستغل من قبل ثلاث بلديات كاملة بالجهة الجنوبية للتخلص من النفايات المنزلية.
قرار الرمي في تلك المنطقة بالذات، عاد بالسلب على سكان قرية «لحسانة»، بسبب الدخان الكثيف المصحوب بالروائح الكريهة عند حرق النفايات، حيث تحولت حياة الناس إلى كابوس حقيقي، خاصة في فصل الصيف عندما ترتفع درجات الحرارة.
و من الأسباب التي جعلت المواطنين يطالبون بتغيير مكان المفرغة، تواجدها قرب أنقاب المياه الجوفية المتواجدة بمنطقة «الشعبة الحمراء» و التي يتم استغلالها في تزويد سكان عدة بلديات بالمياه الصالحة للشرب، و بالتالي فإن خطر تلوث المياه العذبة يظل قائما و يشكل ذلك تهديدا حقيقيا على صحة آلاف المواطنين.
و أكدت مديرية البيئة لولاية سطيف، أن المفرغة العمومية بمنطقة «لحسانة» و «الشعبة الحمراء»، ستتم إزالتها في القريب، أي مباشرة بعد انتهاء الدراسة التي تشرف على إعدادها الوكالة الوطنية للنفايات تحت وصاية مباشرة من قبل مصالحها.
و قالت المديرية، إن المفرغة بتلك المنطقة تشكل خطرا على صحة السكان و البيئة، لاسيما و أنها تقع بالقرب من الأنقاب المائية التي يتم استغلالها في تزويد الكثير من القرى بالمياه الصالحة للشرب.
و وجدت السلطات المحلية بسطيف، العديد من الصعوبات في تحديد المناطق لإقامة المفرغات العمومية، بسبب رفض سكان الكثير من القرى تنصيبها بالأراضي القريبة منهم، لما تشكله من تلوث بيئي عند انتشار الروائح الكريهة.
و من أبرز القرارات المتخذة في وقت سابق، هي إعادة استغلال المفرغة ما بين البلديات المتواجدة ببلدية قلال الجنوبية، بعد إعادة تهيئتها و إعادة الاعتبار لها من جديد، كما توصلت مديرية البيئة، مؤخرا، إلى اتفاق مع مصالح بلدية العلمة، يقضي بحفر أول خندق على مستوى مفرغة بلدية القلتة الزرقاء، بهدف القيام بعملية الردم التقني للنفايات دون مواصلة عملية الحرق، لما تسببه من انتشار للروائح الكريهة بالمنطقة.
أحمد خليل
