تسجل ندرة في مادة حليب الأكياس، عبر العديد من المحلات و نقاط البيع بولاية برج بوعريريج، منذ أيام، ما يدفع بأرباب العائلات إلى رحلة بحث عن هذه المادة الأساسية، خاصة على مستوى البلديات النائية التي تستفيد من حصص جد محدودة، فضلا عن ارتفاع حجم الطلب منذ بداية شهر رمضان.
و تشير الأرقام التي كشفت عنها مديرية التجارة، حول تموين السوق بمختلف المواد الاستهلاكية، إلى استفادة الولاية ببلدياتها 34، من حصة 70 ألف لتر يوميا، في حين أن احتياجاتها الاجمالية من هذه المادة تفوق 120 ألف لتر يوميا، ما يعني أنها تسجل عجزا حاليا بحوالي 50 ألف لتر يوميا، حسب ما أكدته اللجنة المكلفة بضبط احتياجات السوق خلال الشهر الفضيل، مع العلم أن الديوان الوطني المهني للحليب خصص كمية 70 ألف لتر فقط، من بينها 25 ألفا و 500 لتر تنتج محليا بالملبنات المتواجدة بولاية البرج، في حين يتم جلب كمية قدرها 44 ألفا و 500 لتر من الولايات المجاورة وهي سطيف، المسيلة وبجاية، ما يعني أن الولاية تعاني من التبعية في توفير هذه المادة الأساسية، رغم تأكيد أصحاب الملبنات المتواجدة بإقليم الولاية، على أن وحداتهم الصناعية تشتغل بنسب جد ضئيلة مقارنة بطاقة الإنتاج الإجمالية، مرجعين ذلك إلى تخصيص كميات جد ضئيلة من بودرة الحليب لوحداتهم مقارنة بوحدات إنتاجية أخرى في الولايات المجاورة .
و زيادة على هذا ذكرت مصادرنا، على استبعاد 13 بلدية من برنامج توزيع مادة حليب الأكياس من أصل 34 بلدية، ما خلف تذبذبا وعجزا في التوزيع، حيث سبق و أن تم تدعيم حصة الولاية بحوالي 50 ألف لتر يوميا من قبل، ما سمح بتوفير الحليب بالكميات الكافية وبلوغ الاستقرار في عملية التوزيع البيع، قبل أن يتمحرمان الولاية من هذه الحصة مجددا منذأسابيع، حسب ما تشير إليه أرقام اللجنة، ما دفع بالعديد من العائلات البرايجية و بالأخص المعوزة و الفقيرة، إلى رحلة بحث يومية عن حليب الأكياس، لعدم قدرتها على شراء حليب الأبقار و الحليب المعلب الذي يصل سعر اللتر الواحد منه 130 دينارا، فضلا عن الارتفاع المسجل في سعر حليب البودرة.
و وجهت جمعيات حماية المستهلك مراسلات إلى السلطات الوصية، نبهت فيها إلى معاناة أرباب العائلات من صعوبة في الحصول على حليب الأكياس بمختلف بلديات الولاية، في ظل نفاذ الكميات المعروضة في وقت وجيز، بسبب التهافت الكبير للمواطنين خوفا من نفاذها بالأسواق، ما زاد من مشكل ندرتها في المحلات التجارية.و أكد بعض التجار على أن زيادة الطلب على حليب الأكياس خلال شهر رمضان الجاري، يعود إلى تراجع حصصهم وعزوف المواطنين عن شراء حليب الأبقار الطازج، بعدما كانوا يفضلون شراء حليب الأبقار و مشتقاته من الألبان و الزبدة في شهر الصيام، لكن و بالنظر إلى ارتفاع الأسعار وتسويق أغلب الكميات المنتجة إلى الملبنات و المصانع المتعاقد معها من قبل وحدات جمع الحليب، أدى إلى نقص الكميات المسوقة في نقاط البيع وعزوف من قبل المستهلكين، مع العلم أن إنتاج الحليب الطازج يقدر بحوالي 70 مليون لتر سنويا، حسب مديرية المصالح الفلاحية،أي ما يعادل أقل من 6 ملايين لتر شهريا، ما جعل الولاية تحتل المراتب الأولى في جمع الحليب، حيث يصل عدد المربين المنتجين لمادة الحليب أزيد من 3 آلاف مربي و أزيد من 13 ألف و 500 بقرة. ع/ بوعبدالله