تصدرت الدراما الكوميدية «حب ملوك»، سلم المشاهدات منذ بداية رمضان الجاري، حيث حققت الحلقة الأولى وحدها من العمل، قرابة مليون مشاهدة، ليدخل بذلك المسلسل «التوندونس» الجزائري على تويتر، كأكثر عمل تلفزيوني رمضاني ناجح.
قصة العمل مقتبسة من المسلسل التركي «العشق الفاخر»، أخرج النسخة الجزائرية ـ التونسية، نصر الدين السهيلي، و أعادت فاتن الشاذلي كتابة السيناريو، الذي جمع كوكبة من النجوم، أبرزهم محمد بوشايب و مينة لشطر، وسعاد سبكي و مراد أوجيت وأحمد زيتوني و يضم الجانب التونسي، كلا من الفنانة منى نور الدين و فتحى المسلماني والشاذلي العرفاوي ومريم بن مامي.
العمل عبارة عن دراما اجتماعية في قالب لا يخلو من الكوميديا، و تتمحور قصته حول شاب من عائلة أرستقراطية يضطر للزواج بفتاة عادية من حارة شعبية، و تجر هذه العلاقة معها الكثير من الأحداث و الصراعات الطبقية، حيث يؤدي الممثل الجزائري محمد بوشايب دور شاب انتهازي متعطش للمال، فيما تلعب سعاد سبكي دور «عزيزة»، و هي أم لثلاثة أطفال، تواجه تحديات مجتمعية معقدة واختبارات صعبة.
و يعتبر المسلسل صورة طبق الأصل من النسخة التركية الأصلية « العشق الفاخر»، سواء من حيث أداء الممثلين أو الحوار أو تصوير المشاهد، وهو أمر بات المشاهد الجزائري متعودا عليه، خصوصا بعد النجاح الكبير الذي حققته أول تجربة اقتباس عرضت على شاشة رمضان العام الماضي، إذ تفوق مسلسل «بنت البلاد» في جزئه الأول، على كل المسلسلات الأخرى، ليتراجع هذا الموسم إلى المرتبة الثانية، تاركا الصدارة لدراما «حب ملوك»، التي حققت رابع حلقاتها ربع مليون مشاهدة في ظرف ثماني ساعات تقريبا، فيما شاهد الحلقة الأولى قرابة مليون متابع، مع رصد ردود فعل إيجابية عن فكرة العمل و نوعية الإنتاج الذي خصصت له ميزانية تناهز مليارين و نصف مليار دينار تونسي، و هو ذو مستوى رفع كثيرا من سقف متطلبات المشاهد الجزائري الذي بين تقبله وإعجابه بالأعمال المشتركة منذ تجربة « مشاعر» من بطولة النجمين حسان كشاش وسارة لعلامة، حيث يبدو جليا التجانس بين الممثلين الجزائريين والتونسيين، بفضل تقارب اللهجات و الامتداد الثقافي.
المتابعون للدراما الرمضانية المكونة من 20 حلقة، و رغم انتقادهم لعدم مطابقة سيناريو القصة للواقع الجزائري، و تناسبه أكثر مع البيئة التركية، إلا أنهم اعتبروا العمل قويا و قابلا للمتابعة، بفضل حبكة القصة القوية و سرعة تسلسل الأحداث.
و تضمنت بعض التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، تشجيعا لفكرة الاقتباس في ظل ضعف السيناريو المحلي، الذي لا يزال بعيدا جدا عن المستوى المطلوب، كما علق متابعون، فيما قال آخرون، بأن هذه الأعمال عوضت غياب انتاجات جزائرية قوية قادرة على جذب المشاهد، لدرجة أن هناك من أجروا مقارنات بين بعض الأعمال الحالية و أعمال رمضانية سابقة، عرض بعضها في بداية الألفينات.
يذكر، بأن «حب الملوك» هو ثالث دراما يشارك فيها فنانون جزائريون، إلى جانب المخرج التونسي نصر الدين السهيلي الذي أخرج من قبل مسلسلي «أولاد الحلال» و «بابور اللوح».
هدى/ط