قال أخصائي أمراض الكلى الدكتور بوسعد صاب، أن المرضى الذين خضعوا لزراعة الكلى يُمنعون من الصيام، لاسيما الذين أجروا العملية حديثا، لأن الكلى تتأثر بقلة السوائل، كما أن هؤلاء المرضى، ملزمون بتناول أدوية مخفضة للمناعة بانتظام، في أوقات ثابتة تتزامن مع فترة الصيام، و بالتالي عليهم إتباع تعليمات الطبيب المعالج لتفادي أي مضاعفات محتملة.
أوضح الدكتور صاب في حديثه مع النصر، أنّ هذه الشريحة من المرضى، عليها تناول عدة أدوية بصورة منتظمة، و في أوقات محددة و ثابتة، حتى لا تتعرض لخطر عدم تقبل الجسم للكلية المزروعة الغريبة عنه، و بالتالي تمنع من الصوم منعا باتا، خاصة إذا تعلق الأمر بالمرضى الذين لم تمر على إجرائهم العملية أكثر من سنة.
و أضاف الطبيب أن المرضى الذين يتمتعون بوضع صحي مستقر، بعد مرور عام من الزرع، و يصرون على أداء فريضة الصيام، عليهم الالتزام بالعلاج، وتناول أدويتهم في وقتها طيلة الشهر الفضيل، حسب توجيهات ونصائح الطبيب المعالج، ويجب أن يستشيروه بصورة مستمرة للحفاظ على سلامتهم.
وينصح الأخصائي المرضى بشرب كميات كبيرة من الماء، بين وجبتي الإفطار والسحور على جرعات وليس دفعة واحدة، حتى يستفيد منها الجسم، مشددا على ضرورة مراجعة الطبيب المختص، و القيام ببعض الفحوصات و التحاليل اللازمة قبل الشروع في الصيام، و عدم الاستهانة بالنصائح التي يقدمها الطبيب، لأنه الوحيد الذي يمكنه تحديد إذا كان المريض قادرا على الصيام أم لا، تجنبا لأي مضاعفات وتعقيدات صحية.
من جهة أخرى، ينصح المتحدث المرضى الذين يعانون من حصى الكلى و لديهم مضاعفات، مثل التهاب المسالك البولية الحاد، و حالتهم الصحية غير مستقرة، بتجنب الصيام، فيما يُسمح بالصيام للمرضى الذين لا يعانون من أية مضاعفات، إلا أنه يتوجب عليهم اتخاذ الاحتياطات و الالتزام بحمية غذائية خاصة بكل حالة، و الامتناع عن تناول بعض الأغذية التي تتسبب في تشكل الحصى، مع شرب كمية كبيرة من الماء موزعة بين الإفطار و السحور.
كما يدعو المرضى إلى الابتعاد عن العصائر المركزة المليئة بالسكر و الحلويات التي يزيد الإقبال على شرائها في رمضان، على غرار الزلابية و قلب اللوز، مع تجنب التعرض لأشعة الشمس، عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة جدا، و الابتعاد عن الأماكن الساخنة، لتفادي جفاف الجسم. ومن أجل صيام صحي، ينصح الدكتور بوسعد صاب، مرضى الكلى الذين يسمح لهم بالصيام، بإتباع نمط غذائي سليم، متنوع و متوازن، داعيا إلى تجنب الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الملح و السكر و الأغذية المعلبة و الأطباق الغنية بالدهون، خاصة في وجبة السحور، لأنها تزيد من الشعور بالعطش خلال اليوم الموالي، كما أن كثرة الدهون تؤدى إلى تدهور وظيفة الكلى.
وشدد المتحدث على ضرورة تناول المرضى وجبة الإفطار ببطء وبكميات صغيرة، و ليس دفعة واحدة، بل بشكل تدريجي، مع تناول الفواكه.
سامية إخليف