أصدر، أمس الأول، رئيس بلدية سرايدي بولاية عنابة علي راشدي، قرارا يتضمن منع تجمع و تجول الأطفال و القصر بالساحات العمومية و الشوارع الرئيسية و المقاهي و أماكن التسلية ببلدية سرايدي ليلا، حيث تم توقيع القرار ونشره، بعد إخطار السلطات الولائية، ليكون ساري المفعول بداية من يوم أمس الجمعة.
وجاءت فكرة تبني هذا القرار، حسب تصريح رئيس بلدية سرايدي في اتصال بالنصر، أمس، على خلفية ضبطه مجموعة من الأطفال القصر ليلة الخامس من رمضان، بالساحة العمومية بقلب البلدية، قاموا بتحطيم كرسي خشبي، واستخدموا الحطب لإشعال النار، وشكلوا حلقة رفقة شاب منحرف، و لدى الاقتراب منهم اكتشف حيازتهم مخدرات، وهي الحادثة التي جعلته يسرع في اتخاذ القرار، نظرا لوقوفه على انتشار ظاهرة بقاء الأطفال القصر والمتمدرسين لساعات متأخرة من الليل في الخارج، لدى تفقد إقليم البلدية.
وأضاف راشدي، بأن قرار منع خروج الأطفال القصر ليلا، بدون مرافقة الأولياء جاء أيضا، على خلفية التدهور الكبير في النتائج الدراسية، وتدنيها بشكل غير مسبوق لدى تلاميذ الطور الابتدائي و المتوسط، وهو ما كشفته نتائج المسابقة المدرسية التي نظمتها البلدية، والتي لم يستطع فيها أغلب التلاميذ الإجابة عن أسئلة بسيطة، في مؤشر سلبي، يؤكد حسبه تدني المستوى وعدم حصول التلاميذ على معدلات عالية، تنافس المؤسسات التربوية الأخرى، مع وجود استثناءات شاذة. وفي نفس السياق قال علي راشدي: " سرايدي أنجبت في السابق إطارات سامية في الدولة، تقلدت مناصب مختلفة، أما اليوم فلا يوجد إطار واحد من سرايدي في مناصب نوعية في الأجهزة التنفيذية".
وأشار رئيس البلدية، إلى انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات و الحبوب المهلوسة بين القصر والتخطيط للهجرة غير الشرعية، خاصة مع تواجد شواطئ بإقليم البلدية تستخدمها شبكات تهجير البشر نحو الضفة الأخرى من المتوسط. وجاء هذا القرار أيضا حفاظا على الأمن و الممتلكات العمومية، حيث يمنع تجمع و تجوال الأطفال و القصر ابتداء من أذان المغرب دون مرافقة أولياء وذلك في الساحات العمومية و الشوارع الرئيسية و أماكن التسلية و المقاهي.
ويشير القرار إلى منع قيام القصر بإصدار ضجيج و الأصوات الصاخبة و إزعاج المواطنين، حيث يتحمل أولياء الأطفال و القصر المسؤولية الكاملة لأفعال أبنائهم إذا ثبتت مخالفة هذا القرار.
وأكد راشدي للنصر، قيام فرقة الدرك بدوريات لتنفيذ القرار، مشيرا الى أنه في حال توقيف أطفال قصر، سيتم تحويلهم إلى فرقة حماية الأحداث التابعة للدرك الوطني، مع استدعاء أوليائهم بحضور مختص نفسي، لتحسيسهم بخطورة ترك أبنائهم ليلا بمفردهم.
وكشف رئيس البلدية للنصر، عن تلقي عدد هائل من الاتصالات والرسائل، من مختلف ولايات الوطن عبر حسابه على الماسنجر وكذا الهاتف، كلها شكر وامتنان على هذا القرار، الذي يحمي الأطفال القصر من الانحراف، معربا عن تفاجئه لحجم التفاعل الذي حصل عبر منصات التواصل الاجتماعي الذي أشعره بأهمية القرار ، داعيا الأولياء إلى تحمل مسؤولية مرافقة أبنائهم. كما رد راشدي على المواطنين الذي يتحججون بغياب المرافق بالبلدية قائلا " نحن نسعى لتوفير المرافق، لكن تربية الطفل مسؤولية الجميع، فمن غير المعقول أن يكون رب العائلة في البيت وابنه في الخارج لساعة متأخرة".
وأفاد المتحدث، بأنه تلقى إشادة واسعة بالشارع يوم الجمعة بعد صدور القرار، كما اقترب منه أطفال ، وطالبوه بالترخيص لهم بإقامة صلاة التراويح بالمسجد، مبديا رفضه ذلك إلا بمرافقة آبائهم.
حسين دريدح