احتضنت، أمس الأول، قاعة المداولات بالمجلس الشعبي الولائي بأم البواقي، دورة خاصة بالمجلس الولائي الكشفي للطفل، والتي طرح فيها الأطفال عدة انشغالات تخص فضاءات اللعب والترفيه، وثقل المحفظة المدرسية وكذا عدم استفادة ذوي الاحتياجات الخاصة، من طبع مواضيع الامتحانات بتقنية البراي.
دورة المجلس الولائي الكشفي للطفل، تم تنظيمها من طرف المحافظة الولائية للكشافة الإسلامية بأم البواقي، احتفالا بالذكرى المزدوجة لليوم الوطني للكشافة واليوم العالمي للطفولة، أين عرفت حضور مديرين تنفيذيين وأعضاء بالمجلس. وطرح الأطفال القادمون من مختلف بلديات الولاية، عدة انشغالات ومشاكل في قطاعات مختلفة، أبرزها إشكالية تحوّل فضاءات اللعب المجانية وخاصة الجوارية إلى فضاءات يستوجب استغلالها تسديد مبالغ مالية، ما أدى بالأطفال لعدم ولوجها، كما طُرحت مسألة غياب القاعات متعددة الرياضات بعديد البلديات النائية ونقص التأطير في المرافق الرياضية. وفي قطاع التربية رافع الأطفال من أجل إيجاد حل لثقل المحفظة، مع دعوتهم لتوفير التأطير الجيّد بالنسبة للطواقم التربوية عبر عديد المؤسسات، وطرح إشكاليتي نقص النقل المدرسي وتقديم وجبات باردة بمؤسسات مدينة أم البواقي، إلى جانب مطالبتهم بإيجاد حل لنقص التجهيزات البيداغوجية، واقتصار ما يقدم لهم على الدروس النظرية في غياب التطبيق.
وتطرق تلميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة، لحرمان أقرانه في فترة الامتحانات من الاطلاع على أسئلة مختلف المواد بتقنية البراي، ناهيك عن طرح مسألة معاناة أطفال التوحد، نتيجة قلة الإمكانيات وغياب المتخصصين. ودعا الأطفال إلى محاربة التسول باستعمال القصر، وإقحامهم في المتاجرة بالمخدرات وصولا إلى ظاهرة الاختطاف، وتطرق بعض أعضاء المجلس الولائي للطفولة، لمعاناة النساء الحوامل بسبب غياب سيارات الإسعاف في عديد المناطق النائية، وكذا نقص التجهيزات والأطقم الطبية بمصالح الصحة المدرسية، مطالبين بتوفير أخصائيين نفسانيين في المؤسسات التربوية لمعالجة ظاهرة استهلاك وترويج المخدرات في الوسط المدرسي، وتطرق بعض المتدخلين لظواهر التلوث البيئي وانسداد قنوات الصرف الصحي ونقص تعداد المكتبات ودور الثقافة في عديد البلديات. مدير التربية رشيد بن مسعود وفي رده على الانشغالات المتعلقة بقطاعه، أكد بأن التأطير موجود في كل المؤسسات التربوية، وأن الأساتذة المستخلفين هم من خريجي الجامعات، ومؤهلهم العلمي يسمح لهم بالتدريس، كما أن المفتشين يقومون بزيارات دورية لمرافقتهم، معتبرا بأن ثقل المحفظة مشكل وطني، وحله بأم البواقي يكمن في استعمال اللوحات الرقمية بداية من الموسم القادم، واعترف المتحدث بوجود نقص في التغطية بالنقل المدرسي، مضيفا أن السلطات سمحت للبلديات بالتعاقد مع الخواص، وبخصوص الوجبات الباردة أشار إلى الأمر مرتبط بعدم توفر الهياكل لاحتضان المطاعم.
من جهته، الدكتور بلحاتم سهيل ممثل مدير الصحة، أكد بأنه سيتم اعتماد مصلحة استعجالات خاصة بالأطفال على مستوى مستشفى الأمومة والطفولة بعين البيضاء، مضيفا بأن قطاع الصحة يسعى دوما للتكفل بالحوامل ومواليدهن، من خلال دعم المستشفيات بالأخصائيين، كما أوضح بخصوص عدم وجود تغطية صحية لأطفال المناطق النائية، بأن هذا الإشكال يعالج بتنظيم قوافل طبية. وعن مشكلة التغطية الصحية بالمؤسسات التربوية، أوضح المتحدث بأن قطاع التربية به 22 وحدة للكشف والمتابعة إضافة إلى 9 وحدات بالمؤسسات الصحية، وينتظر أن يتم فتح وحدات جديدة مع بداية الموسم القادم. ما أشار رئيس مصلحة الشباب بقطاع الشباب والرياضة، بأنه يأسف لظاهرة اللعب بمقابل مادي في المرافق الرياضية الجوارية، مؤكدا بأن مساع جارية للقضاء على الظاهرة، من خلال تجسيد مقترح إسناد تسيير هذه المرافق للجمعيات الرياضية بمقابل رمزي فقط، وأكد المتحدث تكفل القطاع بأطفال المناطق النائية، من خلال فتح عديد القاعات الرياضية، أين تم مؤخرا فتح قاعات بعين فكرون وعين مليلة وعين البيضاء وأم البواقي، في انتظار افتتاح أخرى بمسكيانة. وبالنسبة لقطاع الثقافة رد مسؤول القطاع، بأن المكتبات البلدية موجودة في كل البلديات، ودور قطاعه هو تجهيزها وهو ما تم، مطمئنا بالعمل على تدعيم عديد المرافق بالكتب، لتقريب الثقافة من المواطنين. وبينت ممثلة مديرة البيئة بأن الولاية بها عدة غابات للاستجمام ومساحات خضراء متنوعة، وعن ظاهرة التلوث أشارت إلى أن القطاع يسعى للتقليل منها، من خلال مرافقة أصحاب المشاريع، بعد تجسيد واعتماد مشاريعهم، مشيرة إلى تنظيم 90 زيارة تفتيش لهذه المؤسسات منذ بداية السنة الجارية. وأشارت ممثلة مدير النشاط الاجتماعي، في ردها على مطلب توفير أسئلة مطبوعة بالبراي، بأن مواضيع الامتحانات الرسمية تترجم قبل بداية الاختبار، والمعاق يخصص له مترجم خلال الامتحان، وعن وضعية مرضى التوحد، أكدت المتحدثة بأن المشروع المخصص لهذه الفئة مسه التجميد، بعد أن انتهت دراسته التقنية. وأشار مسؤول خلية الاتصال والعلاقات العامة بأمن ولاية أم البواقي ممثلا عن رئيس أمن الولاية، إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني وضعت برنامجا خاصا بحماية الأطفال من مختلف المظاهر السلبية، على غرار التسول وإقحامهم في المتاجرة بالمخدرات، وفي محيط المؤسسات التربوية تحارب الظواهر المسيئة لهم، من خلال وضع تشكيلات أمنية راجلة وراكبة وحتى بالزي المدني، وعرج المتحدث على ثقافة التبليغ الغائبة في مجتمعنا.
أحمد ذيب