أدانت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء سكيكدة، أمس، كلا من (ن.د) وخاله (ل.ب)، بجناية زراعة القنب الهندي بطريقة غير مشروعة وجنحة بيع مواد مخدرة ومؤثرات عقلية بطريقة غير مشروعة، حمل سلاح أبيض من الصنف السادس دون مبرر شرعي وعاقبت الأول بثماني سنوات سجنا والثاني بعشر سنوات سجنا، بينما التمس النائب العام تسليط عقوبة 20 سنة، مؤكدا في مرافعته أن أركان التهمة قائمة في حق المتهمين.
حيثيات القضية تعود إلى ورود معلومات إلى عناصر فرقة مكافحة المخدرات بالأمن الولائي، تفيد بأن مجموعة من الأشخاص قامت بزراعة المخدرات من نوع القنب الهندي أو «الماريخوانا» في مدينة تمالوس والقرى المجاورة لها، من خلال تهيئتها في أكياس صغيرة وترويجها بالمنطقة.
وأثناء التحري و البحث تم التعرف على أحد المشتبه فيهم ويتعلق الأمر بالمسمى (ن.د)، الذي يمتلك سيارة رياضية وخاله المقيم بمنطقة الدمنية. ومن خلال دراسة تحركات المشتبه به وهو طالب جامعي يتردد على الجامعة ونوادي الشيشة بمدينة سكيكدة والتعرف على هويته ومختلف علاقاته، تم تفعيل إجراءات التحري من طرف الضبطية القضائية، من خلال اختراق الشبكة بعنصر مسرب من الأمن، تحت اسم مستعار بالتنسيق مع وكيل الجمهورية لدى محكمة تمالوس، وبتاريخ 7 جويلية 2020، أوهم عناصر الشبكة بأنه من كبار موردي وبائعي الأدوية، خاصة البريغابالين» و»ليريكا» بمدينة عنابة.
وربط العنصر المُسرب لقاء مع المشتبه به وخاله (ل.ب)، حيث عرضا عليه صفقة لشراء كمية من المخدات من نوع القنب الهندي «حشيش الماريخوانا»، تقدر بنصف كيلوغرام، على أن تتم عدة صفقات أخرى في مجال المتاجرة بالأدوية والمخدرات، سواء عن طريق المقايضة أو بمقابل مالي حسب كل صفقة.
وعليه، تم الاتفاق على تزويد العنصر المُسرب بنصف كيلوغرام من القنب الهندي، تبين أنها مزروعة بأحد المناطق الغابية في قرية السعيد ميرة ببلدية تمالوس وتواصلت اللقاءات بين العنصر المُسرب والمشتبه فيهما عدة مرات، من أجل تسليمه حصصا من المخدرات وخلالها تمكنت مصالح الأمن من استرجاع نصف كيلوغرام من القنب الهندي تم إرسال عينة منها إلى المخبر الجهوي الشرطة العلمية بقسنطينة.
وبتاريخ 30 أفريل 2020، بعد اتخاذ كافة التدابير والاحتياطات الأمنية اللازمة، تنقل العنصر المُسرب إلى مدينة تمالوس والتقى بالمشتبه فيهما في حي الجمالة، ثم توجهوا إلى المحل التجاري لـ (ن.د) وبعدها إلى قرية الدمنية، حيث يتواجد منزل المتهم الثاني وهو مسكن مهجور أخرج منه المتهم دلوا خاصا بالماء يحتوي على 20 كوبا بلاستيكيا أبيض اللون، مزروعة بنباتات حديثة الزراعة من نوع القنب الهندي.
وتم تسليم النباتات للعنصر المُسرب مقابل مبلغ مالي متفق عليه، كما تم الاتفاق على مواصلة إجراء صفقات أخرى في وقت التزم المشتبه بهما بالحذر الشديد، بغرض إخفاء مناطق زراعة المخدرات وهي النقطة التي من أجلها تقرر تمديد آجال مهمة العنصر لمعرفة مكان غرس القنب الهندي في التضاريس الغابية الوعرة.
ومن أجل توقيف المشتبه بهما في حالة تلبس، استغلت قوات الشرطة اتفاقا بين العنصر المُسرب والمشتبه فيهما، من أجل تسليمه البضاعة المتفق عليها داخل المحل التجاري وهناك قامت فرقة مكافحة المخدرات بالتدخل وتوقيف المتهم (ل.ب)، فيما أبدى (ن.د) مقاومة شديدة. وبتفتيش المسكن المهجور، تم العثور على كيسين صغيرين داخل كل كيس كمية من المخدرات من نوع القنب الهندي وبدلة عسكرية خاصة بالدرك الوطني، سلاح أبيض من الحجم الكبير وبندقية سهمية.
وأثناء المحاكمة أنكر المتهمان الجرم المنسوب إليهما وصرح (ل.ب) بأنه في أواخر 2019 قام بشراء كيس صغير خاص بأغذية العصافير وبتفقده وجد بداخله بذورا مختلفة، فانتابه الشك وقام بزراعتها كتجربة أولى من أجل معرفة نوعية البذور، قبل أن يكتشف بعد إنباتها أن أوراقها تنبعث منها رائحة تشبه رائحة المخدرات، عندها قام بإخبار ابن أخته (ن.د) بالموضوع والذي أعلمه بأنه يعرف شخصا من سكيكدة يريد شراء كامل المنتوج، حيث تم بيع 500 غرام بـ 15 مليون سنتيم.
وأضاف المتهم أنه في مطلع شهر ماي، قام بتزويد نفس الشخص بـ 20 كوبا بلاستيكيا في كل كوب يحتوي على شتلة صغيرة من نبتة المخدرات، أما (ن.د)، فقد أنكر بدوره التهمة وصرح بأنه لم يسبق أن شاهد شجيرات القنب الهندي. كمال واسطة