يواجه فلاحون وأصحاب مستثمرات فلاحية ومنتجون لفاكهة المشمش بولاية المسيلة، صعوبات عدة في التسويق هذا الموسم، في غياب سوق للجملة ونقص الوحدات التحويلية بالمنطقة التي من شأنها امتصاص المنتوج الذي فاق 300 ألف قنطار هذا العام.
المنتجون الذين تفاءلوا خيرا بوفرة المنتوج، هذه السنة، مقارنة بالموسم الماضي، حينما لم يتجاوز الإنتاج 238 ألف قنطار، أجمعوا خلال إحياء العيد السنوي للمشمش بالخبانة، أول أمس، على ضرورة تشجيع الاستثمار في الوحدات التحويلية التي تشهد نقصا كبيرا، حيث لم تسع إمكانيات الوحدة الخاصة والوحيدة بمنطقة الخبانة، لتجميع الكميات الكبيرة من هذه الفاكهة الموسمية التي تعد المسيلة أحد أقطاب إنتاجها منذ سنوات طويلة، رغم تراجع مساحات غراستها إلى ما دون 3600 هكتار، بعدما فاقت 7600 هكتار سنة 2016 و بواقع إنتاج تعدى 670 ألف قنطار.
وقال فلاحون ومنتجون شاركوا في معرض عيد المشمش، إنهم ظلوا لسنوات يتكبدون خسائر نتيجة لتأخر إقامة سوق للجملة، تمكن من تسويق مختلف المنتجات الفلاحية التي تسببت هذا الموسم في خسارة كبيرة للفلاحين، تضاف إلى ذلك مشاكل وصعوبات ظلت ترهق كاهلهم وأدت إلى تقلص المساحات المغروسة وتراجع الإنتاج خلال العامين الفارطين ومن بينها عوامل طبيعية تتمثل حسبهم، في انتشار حشرة الكابنوت التي مست الأشجار المسنة، خصوصا بشمال الولاية في محيط سد القصب والتي لم تعد تثمر مشمشا كما كانت طيلة عقود، بعدما تقلصت المساحات بفعل حالة الجفاف الذي ضرب المنطقة وعجل بانخفاض منسوب مياه سد القصب.
وقال فلاحون، إن مناطق بوخميسة أولاد بديرة ونوارة، خسرت الكثير من أشجار المشمش، بعدما تعرضت مئات منها لأضرار مختلفة، فضلا عن النزاعات التي حدثت بين الورثة الذين تسببوا في ضياع آلاف الهكتارات منها، والتي تم قطعها بفعل بيع أراضيهم التي غزاها الاسمنت.
المصالح الفلاحية بالولاية وفي تشخيصها للواقع، قررت استدراك النقص وتعويض المساحات، من خلال تسطير برامج خاصة من طرف الوزارة الوصية، حيث أطلقت برنامج الدعم الفلاحي لتطوير الري ومنح رخص حق الامتياز لحفر الآبار والغراسة من طرف الخواص، وبرنامج إيصال الكهرباء الفلاحية و شق المسالك الفلاحية.
واستنادا لمدير المصالح الفلاحية بالولاية، حنطيط أمطجحير، فإن سنة 2022 تتضمن برنامج غراسة على مساحة إجمالية تقدر بـ 410 هكتارات، بطاقة إنتاجية تقدر بـ 82 ألف قنطار، منها 38 ألف قنطار من المشمش.
فارس قريشي