تسجل قسنطينة منذ حوالي عشرة أيام، تزايدا طفيفا في حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كوفيد-19 على مستوى وحدات الفحص، في وقت ما زالت فيه حالات التسمم مجهول المصدر تتوافد على مستشفى البير رغم تناقص عددها.
وأفاد الدكتور سليم بن ثلجون، منسق مصلحة فحوصات كوفيد-19 بالمستشفى الجامعي ابن باديس، في تصريح للنصر، أن الإصابات بفيروس كورونا قد تضاءلت تماما خلال الأشهر الماضية، حتى صارت المصلحة لا تستقبل مريضا واحدا لعدة أيام، لتعود إلى الارتفاع الطفيف خلال العشرة أيام الأخيرة، حيث صارت تستقبل ما بين خمسة إلى ستة حالات في اليوم، يتم تأكيد إصابتها بالفيروس من خلال اختبار المستضدات.
وأوضح الدكتور بن ثلجون أن الحالات المعنية تعاني من سلالة «أوميكرون»، حيث توقع أن تستمر وتيرة الإصابات إلى نهاية شهر أوت، أي ما يمكن أن يعتبر فترة «الذروة» بحسب محدثنا، الذي نبه إلى أن ذروة الإصابات بفيروس كورونا قد سجلت العام الماضي في نفس الفترة.
وذكر الدكتور بن ثلجون أن الحالات التي تستقبلها مصلحة الفحوصات خلال هذه الفترة تعاني من أعراض شبيهة بأعراض الزكام، لكنه لفت إلى عدم تسجيل عارض فقدان الشم والذوق لدى المصابين، كما شرح أن انتشار الفيروس في الجسم صار يقتصر على الجهة العليا من الجهاز التنفسي بحسب ما يلاحظ، حيث لا يؤثر على الرئة.
وأضاف نفس المصدر أن غالبية الوافدين على المصلحة يعانون من الإسهال والتهاب في الحلق شبيه بأعراض التهاب اللوزتين، بالإضافة إلى الحمى و وهن العضلات وسيلان الأنف، مع انعدام السعال لديهم.
ونبه محدثنا أن فعالية الفيروس وتأثيره قد صارا شبه منعدمين، حيث لا يؤثر بشكل كبير على المصابين، خصوصا الذين تلقوا اللقاح منهم، في حين أكد عدم وجود أي حالة خاضعة للاستشفاء في الوقت الحالي، باستثناء مريض يعاني من أمراض أخرى.
واعتبر محدثنا أن الفيروس في نسخته الحالية لا يؤثر إلا على بعض الحالات المصابة بأمراض مزمنة أو بنقص في المناعة، فيما شدد على ضرورة التزام المواطنين ببعض الإجراءات الوقائية لتفادي انتقال العدوى، من بينها الحرص على غسل اليدين واستعمال المعقم الكحولي.
أما على مستوى مستشفى البير، فأوضح الدكتور محمد أمين خوجة، الطبيب المنسق لمصلحة الاستعجالات، أن عدد الحالات التي يتم استقبالها في الأيام الأخيرة يتراوح بين 3 إلى 4 حالات، من بينها أربع تم استقبالها يوم أمس، حيث أوضح أن أصحابها يعانون من أعراض الزكام، كما أكد وجود عارض فقدان الشم والذوق، في حين أشار إلى أن الزكام منعدم في هذه الفترة من السنة، على عكس إمكانية الإصابة بنزلات البرد الناجمة عن التعرض للبرد، ما قد يؤدي إلى ظهور أعراض مماثلة. وأكد الدكتور أمين خوجة أن فعالية الفيروس قد صارت ضعيفة جدا، بينما يتم تأكيد الإصابة بالاعتماد على اختبار المستضدات في مستشفى البير أيضا.
من جهة أخرى، أوضح نفس المصدر أن حالات الإصابة بالتسمم مجهول المصدر المسجلة على مستوى أحياء ابن الشرقي والحطابية وحي الشهداء والمنشار ما زالت تفد على مصلحة الاستعجالات، لكن عددها انخفض كثيرا مقارنة بالأيام الأولى، حيث استقبلت أول أمس ثلاث حالات، يعاني أصحابها من نفس أعراض التقيؤ والإسهال. وأضاف نفس المصدر أن التحقيق الوبائي من طرف المصلحة المعنية ما يزال جاريا لتحديد مصدر المشكلة، بعد أن بينت تحاليل مياه الشرب أنها سليمة.
سامي.ح