أطلقت مصالح بلدية عنابة في الأيام الأخيرة، حملة واسعة بالتنسيق مع الشرطة، لوضع حد لاستغلال الطريق العمومي وإزالة الباعة الفوضويين، ورفع كل الحواجز الموضوعة دون ترخيص قانوني على مستوى عدة شوارع وأحياء، منها 11 ديسمبر بعمارات "عدل"، وشارعا ابن باديس وبن عميور عبد القادر.
وانطلقت الحملة من القطاع الحضري الثالث بحي "لاكولون"، الذي تعد شوارعه أكبر تجمع للباعة الفوضويين عن طريق العربات المتجولة وكذا الطاولات، حيث تم يومي الأربعاء و الخميس الماضيين، طرد الباعة بشارعي "لامبيا" و ابن باديس بمشاركة رجال الشرطة، بالإضافة إلى منع كافة أشكال النشاطات التجارية غير الشرعية على مستوى الأرصفة، حيث تمت إزالة نحو 15 طاولة.
وقبل الشروع في إجراءات الإخلاء، قامت مصالح البلدية بإرسال إعذارات لجميع المستغلين للأرصفة، داعية إياهم إلى ضرورة احترام القوانين المعمول بها في هذا الجانب، و شارك في العملية أعوان الأمن الذين طوقوا المنطقة في ساعات مبكرة، فيما قام عمال البلدية بتفكيك المربعات و رفع الطاولات و المخلفات على متن الشاحنات، كما قام بعض الباعة بنقل سلعهم قبل انطلاق العملية.
و تواصل مصالح بلدية عنابة جهودها للقضاء على التجارة الفوضوية بكامل أشكالها بوسط المدينة وكذا في أحياء السهل الغربي، و تأتي عودة هذه المظاهر بحي «لاكولون» الواقع بقلب وسط المدينة، بعد فشل مشاريع خلق أسواق جوارية استفاد منها نفس التجار، حيث وجدوا أنفسهم بعد عام من تحويلهم إلى هذه المرافق وتحديدا سنة 2018، يرمون سلعهم بشكل يومي كما حدث بسوق «لاكوفال»، الذي أغلقته مصالح البلدية، لتخلي التجار عن المربعات الموجودة به، و هو ما يرجعه المعنيون لعزوف المواطنين عن التوجه إلى السوق رغم تواجده بشارع حيوي.
و بعد فرض مصالح الشرطة سيطرتها على وسط المدينة منذ العام 2017، تمكنت من تحرير جميع الشوارع من التجار غير الشرعيين، بعد أن عجزوا عن العودة بالأساليب القديمة، حيث أجبروا على الانخراط في التجارة النظامية لانعدام الخيارات، و منهم من استفاد من مربعات في إطار مشاريع الأسواق الجوارية، ومن رأى في بعض الأسواق الجوارية حلا غير مجد لعزوف الزبائن عن التوجه إليها.
كما أدى تضييق مصالح الأمن، على باعة الأرصفة بوسط المدينة، إلى تحويل نشاطهم إلى الأسواق الأسبوعية بدوائر البوني، الحجار، و عين الباردة نتيجة منع عرض سلعهم بطرق غير نظامية. وقد تم تحويل مئات الباعة الذين يمارسون نشاطهم بصفة دائمة، إلى فضاءات منظمة في الأسواق، وتحويل تجار الهواتف النقالة بمرسيس إلى المقر السابق لمصلحة البطاقات الرمادية بحي «لاكولون».
وقد فتحت السلطات المحلية فضاءات لبقية التجار الموسميين الذين ينشطون في مجال الألبسة والأواني وغيرها من المواد، لعرض سلعهم في الأسواق الأسبوعية التي تنظم كل يوم في بلدية من بلديات الولاية، غير أن التجارة الفوضوية عادت تدريجيا سنة 2019 بعد عامين كاملين من اختفائها بوسط المدينة، وعادت معها مظاهر سلبية كالازدحام المروري و انتشار الأوساخ و كذا الشجارات اليومية.
و أرجع تُجار في حديث للنصر، فشل مشاريع بعض الأسواق الجوارية، إلى ذهنية العديد من الزبائن الذين يُفضلون الشراء من الشارع و العربات القريبة من مقر سكناتهم بدل التوجه إلى السوق، كما قالوا إن مواقع إنجاز هذه المرافق من قبل البلديات لم تكن مدروسة بشكل جيد، و جاءت بسرعة في سبيل التخلص من الباعة، الذين قام بعضهم بإعادة تأجير المربعات التي تحصلوا عليها.
و على خلاف ذلك، تعرف بعض الأسواق الجوارية بالضاحية الغربية لوسط مدينة عنابة، إقبالا للمواطنين على غرار سوق الصفصاف، بالإضافة إلى مرافق أخرى ببرحال، كما انتعش نشاط أسواق نظامية قديمة، بعد سنوات من المعاناة بسبب انتشار التجارة الفوضوية، على غرار «مرشي البوني» الذي أصبح يعرف حركية مؤخرا، و محلات كانت مغلقة لسنوات بدأت تفتح أبوابها، خاصة مع تهيئة المحيط الخارجي للسوق.
حسين دريدح