أدى حريق شب منذ الأحد الماضي ببلديتي مينار زارزة و الرواشد بولاية ميلة، إلى إتلاف قرابة 8000 شجرة مثمرة على مساحة 150 هكتارا، في حصيلة أولية، فيما تم إخماد النيران منتصف نهار أمس بعد قرابة 18 ساعة من التدخل.
واندلعت الحرائق بمناطق تامولة السفلى، قاع الكاف والزاوية، قبل أن تمتد إلى منطقة المداودية ببلدية الرواشد، ومست الأشجار المثمرة والأحراش، فيما تم إسعاف ثلاثة مواطنين من ضيق في التنفس وآخر سقط من سقف. وبعد ساعات من عمليات الإطفاء تمت السيطرة على النيران، فيما لا يزال جهاز خاص مشكل من مصالح الحماية المدنية ومحافظة الغابات بالمكان، لحراسة ومراقبة مواقع الحريق ومخلفاته كإجراء احتياطي.
وبحسب التقديرات الأولية التي تم إحصاؤها وقدمها المكلف بخلية الإعلام بمحافظة الغابات لولاية ميلة، بولعراس السعدي، للنصر، فإن الخسائر تتمثل في 8000 شجرة مثمرة ومنتجة، بينها حوالي 6500 شجرة زيتون عُمر بعضها يمتد إلى قرن، حيث تتربع على مساحة إجمالية تقدر بـ 150 هكتارا، منها 140 هكتارا ببلدية مينار زارزة والباقي بإقليم بلدية الرواشد، وذلك في انتظار التقييم النهائي للخسائر المسجلة من طرف اللجنة المختصة المشكلة من مصالح الدرك الوطني، محافظة الغابات، والحماية المدنية.
وتواصلت عملية إطفاء الحريق والسيطرة عليه لـ 18 ساعة، وأشرفت عليها بعين المكان الأمينة العامة للولاية بصفتها الوالي بالنيابة، بحضور قائد القطاع العملياتي، قائد مجموعة الدرك الوطني، ومدير الحماية المدنية ومحافظ الغابات، فيما شارك في الإطفاء 120 عونا من مختلف الرتب للحماية المدنية وكذا الرتل المتحرك لولاية قسنطينة مع تسخير 4 آليات وكذا 35 عونا تابعا لمحافظة الغابات مع 13 آلية وشاحنات إطفاء خاصة بهم، كما ساهمت البلديات بصهاريج المياه، وتطوع شباب المنطقة للمساعدة، بينما وضعت العائلات خزانات مياهها تحت تصرف شاحنات الإطفاء.
ولأن تضاريس المنطقة جد صعبة وحالت دون وصول آليات الإطفاء للكثير من نقاط الحريق ناهيك عن شدة الحرارة، وسرعة الرياح، تم الاستنجاد بالجيش الشعبي الوطني الذي سخر مروحيتين للإطفاء، كان لها دور كبير في السيطرة على الحريق ومنع امتداده.
بالموازاة مع ذلك، بادرت السلطات المحلية إلى إجلاء قرابة 70 مواطنا من كبار السن، النساء والأطفال، عبر الحافلات ضمن الإجراءات الاستباقية، وتجميعهم بمدرسة قاع الكاف، قبل السماح بخروجهم ليلا بعد السيطرة على معظم نقاط الحريق.
وتجدر الإشارة إلى أن المنطقة المحترقة، تعتبر منطقة نموذجية لمصالح الغابات التي شرعت في تنفيذ مشاريع برنامج التنمية الريفية المندمجة بها بداية من سنة 2004، من خلال غرس الأشجار المثمرة لفائدة المواطنين.
إبراهيم شليغم