كشفت والية سكيكدة، حورية مداحي، عن إطلاق مخطط استعجالي سيُشرع في تنفيذه الأسبوع القادم، لإعادة ترميم وتأهيل المدارس بما فيها المتضررة من الزلازل، كما وجهت تعليمات صارمة للبلديات بتجديد الطاولات القديمة في الابتدائيات، وذلك خلال دورة المجلس الشعبي الولائي الأخيرة و التي قدم خلالها المنتخبون صورة قاتمة عن واقع القطاع و تحدثوا عن تحويل أموال مخصصة لمشاريع ترميم المدارس إلى وجهات أخرى.
وصرحت مداحي خلال أشغال الدورة التي انعقدت نهاية الأسبوع، أن قطاع التربية بسكيكدة يعاني من مشاكل متعددة لكنها لم تكن تتصور أن يصل الوضع إلى ما شاهدته في تقرير و شريط مصور أعدته لجنة من المنتخبين، لكنها اعترضت على وصف بعض أعضاء المجلس للوضع بالكارثي، لأن الدولة قامت، مثلما قالت، بإنجازات كبيرة و وفرت الأموال اللازمة لتحسين القطاع، قبل أن تشير إلى أن الأموال التي تم تخصيصها من مختلف ميزانيات الدولة لمشاريع تأهيل وترميم المدارس لم يلمس لها أثر في الواقع.
وأعلنت الوالية عن قرار بوضع مخطط استعجالي على شكل إعانات للبلديات حيث تشمل بناء جدران خارجية وقائية وترميم تلك المتدهورة، وكذلك تجديد الكتامة، وإنجاز وترميم دورات المياه، وقالت المتحدثة إنها لن تقبل أن تكون هناك مدارس بدون مراحيض، بالإضافة إلى تجهيز الابتدائيات بطاولات جديدة، وترميم المؤسسات التربوية التي تضررت بفعل الزلزال أو تهديمها وإعادة بنائها، والأمر متوقف تضيف المسؤولة، على نتائج مصالح الهيئة التقنية لمراقبة البنايات لإيجاد الحلول اللازمة على ضوئها.
وأوضحت الوالية أن الإعانات التي ستخصص لمشاريع ترميم المؤسسات التربوية، سيتم تحديد قيمتها لاحقا بعد الانتهاء من إعداد البطاقات التقنية للأشغال المراد إنجازها، وبالنسبة لنوعية الأشغال المستعجلة، قالت مداحي بأنها هي من تقررها، كما استبعدت البلديات من التصرف في الإعانات الممنوحة لمشاريع التنمية وقالت بأنها ستعين لجانا يرأسها مفتشون على مستوى الدوائر لمراقبة صرف المال العام وتفادي ما حصل في السنوات الفارطة.
و وجهت الوالية تعليمات بالشروع في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بداية من الأسبوع المقبل، لأن الأشغال كان من المفترض أن تنطلق مع نهاية الموسم الدراسي، لكنها أصبحت مستعجلة، مؤكدة أنه سيتم تنظيم زيارات ميدانية قبل الدخول القادم للوقوف على كل كبيرة وصغيرة ودراسة النقاط المطروحة مع الفاعلين، من أجل استدراك النقائص، لتتوعد باتخاذ إجراءات عقابية ضد المسؤولين المتخاذلين.
وقدّم أعضاء المجلس خلال فتح باب المناقشة التي دامت قرابة تسع ساعات، صورة سوداء عن وضعية قطاع التربية بولاية سكيكدة، وقد أخذت قضية ترميم المدارس حصة الأسد من تدخلات الأعضاء و اعتبروها «فضيحة»، حيث قالوا إن الأموال التي كانت تخصص لهذه المشاريع لم يجدوا لها أثرا في الواقع خلال زيارتهم للابتدائيات المعنية، مضيفين بأنهم يجهلون وجهة هذه الأموال.
وطالب المنتخبون، الوالية بتشديد الرقابة في صرف المال العام، كما دعا آخرون إلى فتح تحقيق في المشاريع المتأخرة لأزيد من عامين رغم وعود مديرية التجهيزات العمومية بإطلاقها، مستغربين وجود مدارس قديمة مبنية من القصدير وتعود إلى الحقبة الاستعمارية، في وضعية يرثى لها، مثلما هو الحال في منطقة ديار الزيتون بعزابة و بلدية بكوش لخضر.
وتركزت بقية التدخلات على قدم الهياكل والمرافق التربوية لدرجة جعلت بعض الهياكل بعيدة كل البعد، بحسب المنتخبين، عن المعايير و المواصفات المطلوبة، ولا ترتقي لمؤسسات تربوية بالنظر إلى التدهور الكبير الذي لحقها، مضيفين أن هناك مدراس لا تتوفر حتى على جدران خارجية وقائية وأخرى بدون مطاعم و مراحيض.
كما تحدث المنتخبون عن انعدام الوجبات الساخنة في هياكل تربوية أخرى، و طالبوا أيضا بانجاز مدارس ومتوسطات وثانويات بالمناطق والبلديات التي يعاني تلاميذها من بُعد المؤسسات التربوية عن مقار إقاماتهم، إلى جانب تدعيم النقل المدرسي بحافلات جديدة والحد من اللجوء إلى استئجار حافلات الخواص التي كلفت البلدية والولاية مبالغ باهضة، داعين أيضا إلى الرفع من حصة منحة التمدرس، فيما أثار بعض الأعضاء قضية متوسطة صبوع محمد بالحروش التي ضربها زلزال 2020 وطالبوا بإيجاد حلول لحوالي 700 تلميذ.
من جهته، مدير التربية بولاية سكيكدة، بلقاسم العيفة، اعترف بالنقائص المسجلة وقال بأنها تراكمات لمواسم سابقة وليست وليدة اليوم، مؤكدا أن العمل جار مع الهيئات الوصية لتحسين وضعية القطاع سواء من حيث المرافق أو التجهيزات المدرسية.
و بخصوص التوظيف كشف المسؤول عن تعيين 276 أستاذا من خريجي المدارس العليا، وأضاف أنه بقي 33 أستاذ تعليم ثانوي لعدم توفرهم على مقاعد بيداغوجية، بالإضافة إلى 130 متخرجا من دفعة 2022 منهم 86 في التعليم ثانوي، 39 في التعليم المتوسط و 5 أساتذة تعليم ابتدائي سيتم التكفل بهم جميعا خلال الدخول المدرسي المقبل حسب الاحتياج البيداغوجي.
أما بالنسبة للأساتذة المتعاقدين، فقد تم مثلما يضيف المدير، فتح رابط على الصفحة الرسمية للمديرية في صفحة «فيسبوك» لتسجيل هذه الفئة خلال الأيام المقبلة على أن تُعطى الأولوية للذين اشتغلوا المواسم الماضية، مضيفا أن كل من أدلى ببيانات ومعلومات خاطئة سيتم فسخ عقده، كما أكد المتحدث عن فتح مراكز إجراء شهادة البكالوريا بالدوائر الكبرى لرفع المشقة عن الممتحنين بالبلديات النائية، إلى جانب فتح مركز تصحيح امتحان شهادة التعليم المتوسط ببلديتي تمالوس أو القل. مال واسطة
