اندلعت النيران بعدة مواقع غابية وأحراش وأدغال، بالإقليم الشرقي لولاية قالمة مخلفة خسائر معتبرة بالثروة الغابية والحياة البرية، في واحدة من أسوأ الحرائق بالمنطقة منذ بداية الصيف.
وقد بدأت الحرائق المهولة بعد منتصف ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، واستمرت في الاشتعال من منطقة إلى أخرى، مما شكل تحديا كبيرا لفرق الإطفاء، لكنها بقيت صامدة تتلقى الدعم من البلديات والمواطنين وهيئات أخرى، لصد النيران المستعرة ومنعها من التوسع وتدمير المزيد من الغابات و الأدغال والأحراش، وممتلكات السكان المجاورين.
وحسب الحماية المدنية، فقد اندلع الحريق الأول على الساعة الثانية صباحا بمشته الرمضانية الواقعة ببلدية عين العربي، ودمر نحو 6 هكتارات من الأدغال والأعشاب الجافة قبل إخماده. وفي حدود الثانية و 50 دقيقة من صباح الأربعاء اندلع حريق آخر بجبل ماونة المطل على مدينة قالمة، ملحقا خسائر معتبر بالثروة الغابية، قدرت بنحو 15 هكتارا.
وتمكنت فرق الإطفاء من صد النيران المتأججة بواحدة من أهم الكتل الغابية التي تعد بمثابة الرئة التي تتنفس بها المدن والقرى المجاورة لجبل ماونة، الذي توجد بهد عدة مرافق منها أبراج الاتصالات ومخيم للشباب.
وبعد نحو ساعتين من اندلاع حريق جبل ماونة، شبت النيران في جبل بوقرنيسة ببلدية حمام النبائل الواقعة شرقي قالمة، مخلفا خسائر بالأدغال و الأحراش بلغت 5 هكتارات. وقد سمحت اليقظة و لتدخل السريع لفرق الإطفاء من تطويق بؤر الحرائق، ومنعها من الانتشار تحت تأثير الحرارة وهبوب الرياح الجنوبية القوية في ساعة مبكرة من صباح أمس الأربعاء. وفي حدود الثامنة والنصف صباحا اندلعت الحرائق بجبال بني صالح الشهيرة أين تقع المحمية الطبيعية التي تعيش فيها أنواع من الحيوانات والطيور النادرة، بينها الأيل البربري، وقالت الحماية المدينة بأن حرائق جبال بني صالح بدأت من كاف و الكراث وكاف الرامول.
وبعد نحو ساعتين شب حريق آخر بجبل كاف الريح الواقع ببلدية بوحشانة شرقي قالمة أين تقع غابات الصنوبر. وفي نفس التوقيت تقريبا شبت النيران في المكان المسمى بودمة ببلدية عين العربي ملحقة خسائر بالغطاء النباتي وحقول الأشجار المثمرة.
وتوسعت دائرة الحرائق بعد منتصف النهار لتطال غابات وأحراش بلديات بن جراح، عين بن بيضاء، نشماية، وادي الشحم، حمام النبائل، جبال هوارة بجبالة خميسي، قرية طاجين بعين مخلوف، ومشته زقاولة ببلدية مجاز الصفاء.
وإلى غاية الثالثة من مساء الأربعاء، بقيت النيران مشتعلة بنحو 12 موقعا، وانتشرت فرق الإطفاء بكل إمكاناتها المادية والبشرية بالبؤر في محاولة لتطويقها وإنقاذ ما يمكن من الغابات وممتلكات السكان.
وقد أعلنت فرق الإطفاء بقالمة أمس الأربعاء، حالة التأهب القصوى تحسبا لاندلاع المزيد من الحرائق بعدة أقاليم غابية وأحراش وأدغال مأهولة، في ظل التغيرات المناخية المتطرفة التي تعرفها المنطقة منذ عدة أيام، حيث تجاوزت درجات الحرارة 47 درجة مئوية تحت الظل في حدود منتصف النهار.
فريد.غ