قال مزارعون بسهل تاملوكة في قالمة، بأنهم عاجزون عن سداد حقوق إيجار أراضي المستثمرات الفلاحية التي يعملون فيها بعقود امتياز، بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة الموسم الفلاحي الماضي و أدى إلى تراجع إنتاج القمح الذي يعد المورد الاقتصادي السائد بالسهل الكبير الذي يمتد إلى عدة بلديات بالمنطقة.
و يعتزم المزارعون المتضررون من الجفاف بالمنطقة مناشدة الهيئات المعنية و في مقدمتها والي الولاية و مدير الفلاحة و مدير أملاك الدولة، لتأجيل موعد سداد حقوق الإيجار و تمكين منتجي القمح من بطاقات تشخيص المستثمرات و مباشرة إجراءات الحصول على القرض البنكي الميسر لبداية موسم فلاحي جديد.
و ليست حقوق إيجار أراضي المستثمرات وحدها ما يثير قلق منتجي القمح بالمناطق المتضررة من الجفاف بقالمة، حيث يعاني هؤلاء المزارعون أيضا من تراكم الديون لدى بنك الفلاحة و التنمية الريفية، فقد عجز الكثير منهم على الوفاء بموعد سداد القرض الميسر المعروف بقرض «الرفيق»، بعد أن تراجع إنتاج القمح و لم يتمكن المحصول المباع إلى المخازن الحكومية المحلية من تغطية القرض الموسمي، الذي أصبح الأداة الوحيدة المتاحة أمام المستثمرات الفلاحية لمواجهة أعباء الإنتاج الآخذة في الارتفاع بين موسم و آخر.
و يتوقع العديد من الفلاحين المتضررين من الجفاف تجميد الحسابات البنكية خلال الأيام القادمة مما يزيد من تعقيد الوضع، و التوجه نحو موسم أبيض بالكثير من المستثمرات العاجزة عن تسديد حقوق الإيجار و مبلغ القرض الموسمي. و قال، السبتي رحابي، أحد مزارعي منطقة تاملوكة و عين مخلوف للنصر يوم الاثنين بأن مردود الشعير و القمح بنوعيه اللين و الصلب قد تراوح بين قنطارين الى 9 قناطير في الهكتار الواحد هذا الصيف، في واحد من أسوأ المواسم الزراعية بالسهل الكبير الذي ظل رائدا في إنتاج أجود أنواع القمح بالجزائر، قبل أن تصيبه التغيرات المناخية و موجات الجفاف، و تلحق أضرارا بالغة بأراضيه الواسعة، التي بدأ يطالها التصحر و خاصة بمنطقة عين آركو الواقعة جنوبي تاملوكة، على الحدود مع ولاية أم البواقي.
و لم يتوقف منتجو القمح بسهل الجنوب الكبير بقالمة، عن المطالبة بتوفير مياه السقي لمواجهة موجات الجفاف المتعاقبة على المنطقة، و حماية الأراضي الزراعية من التصحر، و زيادة إنتاج القمح، حتى يتمكن المزارعون من تغطية تكاليف الإنتاج، و إنهاء أزمة الديون و تحسين وضعهم الاجتماعي المتردي.
فريد.غ