تعرف المنتجعات السياحية الحموية والمعالم التاريخية بقالمة توافدا مستمرا للسياح الأجانب، في تطور لم تشهده المنطقة ذات الطابع السياحي المميز، منذ 20 عاما مضت.
وحسب مديرية السياحة والصناعة التقليدية بقالمة، فإن آخر الوفود السياحية الأجنبية التي حلت بقالمة يوم السبت جاءت من بلجيكا، و يتكون الوفد من 14 سائحا اختاروا الجزائر كوجهة سياحية جديرة بالزيارة والاستكشاف.
و زار السياح البلجيكيون المنتجعات السياحية الحموية بمدينة حمام دباغ الواقعة شرقي الجزائر، وتجولوا بأنحاء الشلال الشهير، وهو معلم نادر بالجزائر، ويتكون من جبل كلسي متعدد الألوان، تخرج منه منابع ساخنة بحرارة تصنف الثانية حول العالم.
وكانت إطارات الوكالة الوطنية للتنمية السياحية المشرفة على تسيير معلم الشلال، في استقبال هؤلاء السياح الذين أبدوا إعجابهم بنظافة المكان، واللوحات الفنية التي رسمتها الطبيعة بإتقان على الواجهة الكلسية، والمنابع الساخنة، التي تتدفق من أعماق الأرض دون توقف منذ عقود طويلة من الزمن، مشكلة المزيد من الشلالات، والمعالم الكلسية الجميلة.
وتجول هؤلاء السياح بساحة الشلال، والممرات العلوية، وبلغوا أقوى المنابع الحارة المغذية للواجهة الكلسية، وأخذوا صورا تذكارية لهذا المعلم السياحي المتفرد، قبل التوجه إلى المقابر المياغليتية الأثرية ببلدية الركنية، حيث التاريخ العريق، وبقايا الحضارات التي تعاقبت على المنطقة منذ فجر التاريخ.
و زار سياح بلجيكا المسرح الروماني العريق بمدينة قالمة، وحديقة كالاما الأثرية التي تعد متحفا في الهواء الطلق، فيه تيجان وأعمدة ونصب للقادة الرومان، الذين سكنوا منطقة قالمة، وبنوا فيها حضارة مزدهرة ما زالت معالمها، أبرزها المسرح الروماني الذي يشتغل إلى اليوم، ويستقبل المزيد من النشاطات الثقافية، والوفود السياحية من داخل الوطن ومن الخارج.
وقبل الوفد السياحي البلجيكي كان وفد من السياح الإيطاليين قد زار منتجعات ومعالم قالمة التاريخية والأثرية، و اطلع على الإمكانات الهائلة التي تزخر بها المنطقة، التي تعد قطبا حمويا وطنيا، ومتحفا للمعالم وآثار الحضارات القديمة بمدن قالمة، حمام دباغ، الركنية، سلاوة عنونة، حمام أولاد عين العربي، بوحمدان وغيرها من المناطق السياحية التي لم تكتشف بالقدر الكافي حتى الآن.
وفي الفاتح أكتوبر الجاري حل وفد من سياح الولايات المتحدة الأمريكية، بولاية قالمة، لزيارة معالمها الأثرية والحموية الشهيرة، كما فعلت قبلهم وفود من السياح القادمين من دول عربية بينها ليبيا، تونس ومصر، اختاروا الجزائر كوجهة جديدة للسياحة والاستكشاف، بعد عزوف استمر سنوات طويلة.
وتعمل سلطات قالمة على تطوير البنى التحتية لقطاع السياحة، من خلال بناء المزيد من الفنادق والمحطات الحموية، والحدائق، وتهيئة وحماية المعالم الأثرية المصنفة، استعدادا للمزيد من السياح الأجانب الذين اكتشفوا بمنطقة قالمة، كنوزا طبيعية نادرة، ومعالم أثرية بديعة تؤرخ للحاضرات الإنسانية القديمة.
فريد.غ