حل فريق من خبراء المعهد الوطني للأبحاث الغابية «إي.أن.آر.أف» بولاية قالمة لمعاينة وضعية الأقاليم الغابية التي تتعرض لأسوأ جائحة منذ عدة أشهر، حيث أدى مرض نادر إلى موت عدد كبير من أشجار الفلين والزان، وغيرها من الأشجار البرية المنتشرة بالولاية.
وقالت محافظة الغابات بقالمة بأنه وفي إطار متابعة الأمراض والآفات التي تتعرض لها الكتل الغابية، وبعد ملاحظة ذبول وتعفن الأشجار على مستوى بعض المناطق الغابية، نظمت بالتنسيق مع خبراء المعهد الوطني للأبحاث الغابية، خرجة ميدانية لمعاينة الوضعية الصحية للكتل التي مسها التعفن والذبول.
و وصل هؤلاء الخبراء يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، إلى ولاية قالمة من أجل معاينة هذه الظاهرة بغابات ماونة ببلدية بن جراح، هوارة ببلدية جبالة خميسي، بني صالح ببلدية بوشقوف، والدراوش بعين بن بيضاء، للوقوف على الوضع والبحث عن الأسباب التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة منذ الصيف، ومازالت تفتك بأعداد كبيرة من الأشجار الاقتصادية، بينها الفلين الذي يعد الأكثر تضررا.
ويشتغل الخبراء على حشرة عثر عليها بالمواقع الموبوءة، قد تكون وراء المرض الذي يكتسح الأقاليم الغابية بولاية قالمة منذ عدة أشهر، ولا يستبعد أن يكون الجفاف الطويل الذي تمر بها المنطقة منذ أكثر من عام من بين العوامل الطبيعية التي أدت إلى انتشار الجائحة على نطاق واسع، حيث لم تسلم منه كل غابات قالمة تقريبا، كما في مناطق أخرى من الوطن تعاني من نفس الجائحة.
ويتوقع أن تتخذ المديرية العامة للغابات إجراءات عملية للحد من انتشار الجائحة، إذا تأكد الخبراء بأن حشرة فتاكة ربما تكون سبب موت الأشجار بعدة ولايات بينها قالمة التي لم يسبق أن عرفت هذه الظاهرة من قبل.
ونشرت محافظة الغابات بقالمة على صفحتها الرسمية صورة لحشرة عثر عليها الخبراء بإحدى غابات الولاية، يعتقد بأنها تفتك بالثروة الغابية، وتؤدي إلى تعفن وذبول أشجار الفلين والزان.
وكانت النصر قد وقفت على ظاهرة موت أشجار الفلين بجبل مرمورة الواقع غربي قالمة في 13 أكتوبر الماضي، و رأينا حجم الدمار الذي لحق بأشجار الفلين وأشجار برية أخرى بينها الدمام والملية والزعرور. وقال مواطنون من المنطقة بأن بعض أشجار الفلين الفتية المتضررة قد عادت إليها الحياة بعد سقوط الأمطار، معتقدين بأن الجفاف هو سبب الظاهرة المثيرة للقلق.
فريد.غ
