شهدت ولاية عنابة، أمس، تساقطا غزيزا للأمطار مع انخفاض محسوس في درجة الحرارة، ما أدى إلى وقوع فيضانات بأحياء و بلديات متفرقة بعنابة، منها البوني، سيدي عمار، الحجار، خاصة الأحياء الفوضوية المتواجدة بالقرب من المسطحات المائية و الوديان، ما استدعى تدخل وحدات الحماية المدنية و مؤسسة التطهير، لامتصاص المياه و جهر البالوعات بسبب السيول الجارفة المحملة بالأتربة.
و أدت الأمطار الغزيرة المتساقطة، إلى القطع المؤقت للعديد من الطرق و الأنفاق الأرضية بأحياء متفرقة، نتيجة لانسداد مجاري و قنوات المياه، بفعل السيول الجارفة القادمة من مرتفعات جبال الإيذوغ، ما تسبب في عرقلة حركة المرور.
و حسب ديوان التطهير، فقد تم تشغيل محطات الضخ بوسط المدينة، للتقليل من حدة الفيضانات، مع التواصل الغزير لهطول الأمطار ليومين متتاليين، إلى جانب تجنيد جميع الأعوان للعمل دون انقطاع، بالتنسيق مع مديرية الموارد المائية و الأشغال العمومية، للتدخل لتصريف المياه في جميع النقاط السوداء، منها الأنفاق الأرضية على مستوى حقل مارس و سيدي عمار، كما جندت فرق لامتصاص مياه الأمطار أمام المؤسسة التربوية، حتى يتمكن التلاميذ الالتحاق بمقاعد الدراسة صبيحة الغد.
و عاشت العائلات القاطنة بالأحياء المنخفضة و الهشة، ظروفا صعبة جراء تسرب المياه و ركودها بمداخل العمارات، على غرار أحياء السهل الغربي، كما عانى سكان البيوت القصديرية بالأحياء الفوضوية، نتيجة لهشاشة الجدران و انعدام مسالك المياه السطحية، ما أدى إلى تسرب المياه إلى منازلهم.
نفس الوضعية شهدتها أحياء منخفضة ببلدية البوني، حيث فاجأت الأمطار الغزيرة المتساقطة، السكان القاطنين بالمسطحات المائية، بفعل ارتفاع منسوب المياه، ما استدعى تدخل الفرق التقنية لصرف المياه إلى المجاري و الوديان.
بدورها تحولت طرقات رئيسية إلى مجاري للسيول، منها طريق الكورنيش بشاطئ سانكلو و شابي و كذا السهل الغربي و مخرج البوني، كما تضررت محلات تجارية بوسط المدينة جراء تسرب مياه الأمطار.
و خلف الاضطراب الجوي، حسب مصالح الحماية المدنية، تشققات و هدم جزئي لعدد من البيوت الهشة و القصديرية بأحياء متفرقة، بعد أن اقتلعت الرياح القوية صفائح القصدير التي كانت تغطيها، محدثة حالة من الذعر و الخوف وسط العائلات المتضررة.
وشكلت مصالح ولاية عنابة خلية يقظة لمتابعة الأوضاع و رصد تطورات التساقط الغزير للأمطار بالأحياء و القطاعات الحضرية الموجودة تحت سطح البحر، إلى جانب وضع خطة استباقية في حال تساقط الثلوج على مرتفعات الايذوغ و تحضير كاسحات الثلوج في حال غلق الطريق المؤدي إلى بلدية سرايدي، لفك العزلة على المواطنين.
من جهتها سطرت مصالح أمن ولاية عنابة، أمس، ، مخططا أمنيا خاصا على مستوى الطرقات و الأحياء و النقاط السوداء التي تشهد انسدادا و عرقلة في حركة المرور، حيث عملت على تكثيف الدوريات الراكبة و التمركز على مستوى الطرقات الرئيسية و الفرعية و الاستعانة بالسكوتر و الدراجات النارية، بهدف التدخل الآني، كما قامت فرق شرطة العمران و حماية البيئة، بالتبليغ الفوري عن النقاط السوداء التي تعرف انسدادا كليا أو جزئيا للبالوعات و المجاري المائية.
كما كثفت خرجاتها التحسيسية لفائدة سائقي مختلف المركبات، من خلال إسداء جملة من النصائح و الإرشادات المتعلقة بضرورة احترام قانون المرور و قواعد السياقة السليمة أثناء التقلبات الجوية و التبليغ عن النقاط السوداء و في هذا الشأن، تم سجلت مصالح الحماية المدنية حادثي مرور بحي واد اذهب و واد القبة، لم يخلفا أي إصابات .
و استبشر سكان ولاية عنابة بالتساقط المعتبر للأمطار، لما لها من أهمية في جميع المجالات، خاصة امتلاء السدود، حيث تعرف عنابة أزمة مياه منذ نحو شهرين، بسبب انخفاض منسوب سد الشافية بولاية الطارف، الذي يعد الممون الرئيسي لعنابة بالمياه الشروب، إلى ما دون 10 بالمائة.
حسين دريدح