قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، بتسليط عقوبة 15 سنة سجنا نافذا، في حق 4 أفراد ضمن شبكة مختصة بالمتاجرة بالمخدرات وتهريبها انطلاقا من الحدود المغربية، حيث نجح شرطي متسرب في إفشال صفقة لتسليم 92 كلغ من المخدرات، في عمليتين متفرقتين.
ممثل الحق العام التمس في حق المتهمين 20 سنة سجنا نافذا، عن تهمة القيام بطريقة غير مشروعة بعرض وبيع وحصول وشراء قصد البيع ونقل وتخزين المخدرات في إطار جماعة إجرامية منظمة وجناية تصدير واستيراد المخدرات. وتعود وقائع القضية إلى أواخر شهر أوت من سنة 2021، حيث وبناء على معلومات استخباراتية وبالاستعانة بعنصر متسرب، تمكن الأمن من وضع مخطط للإطاحة بشبكة تنشط في مجال المتاجرة بالمخدرات انطلاقا من الحدود المغربية.
وقدّم المتهم (ح.ح) عرضا للعنصر المتسرب، لتزويده بكمية من المخدرات والمقدرة بـ 18 صفيحة بغرض ترويجها مع إمكانية تزويده بكمية أخرى في حالة نفادها، وبتاريخ 26 أوت، قام بإعلام العنصر المتسرب بأنه متواجد في بريكة وأن المسمى (ع.م) سيسلمه البضاعة نيابة عنه بحي بوخضرة 3.
وبعد التقاء العنصر المتسرب مع المتهم (ع.م)، تم تغيير مكان التسليم بالقرب من مقهى «الشاوي»، أين قام بإحضار كيس بلاستيكي وبعده طلب التنقل بالقرب من محطة التزود بالوقود بمخرج مدينة البوني، لتتدخل عناصر الأمن بتوقيف المشتبه فيه في حالة تلبس وتم العثور داخل الكيس البلاستيكي الذي كان بحوزته، على 18 صفيحة من المخدرات.
وخلال جلسة المحاكمة صرح (ع.م) بأنه استلم المخدرات من المشتبه فيه (ج.ي) والذي طلب منه تسليمها لشخص يدعى الحاج وهو العنصر المتسرب، مقابل مبلغ مالي، وأن مصدر المخدرات هو المسمى (ح.ح)، ولدى استجواب الأخير في قضية حجز 18 صفيحة، صرح بأنه ينشط في شبكة مختصة في سرقة المركبات وقام ببيع سيارتين مسروقتين للمتهم (ج.ي) دون استلام ثمنهما، ليتم الاتفاق على تسليمه 18 صفيحة مخدرات يقوم ببيعها مقابل أخذ ثمن السيارتين المقدر بـ 160 مليون سنتيم.
ولإتمام الصفقة تم الاتصال بـ «الحاج» على أساس أنه ناشط في مجال المتاجرة بالمخدرات تعرف عليه داخل السجن، ليكتشف عند توقيفه، أنه شرطي كان يستخدم كعنصر متسرب، أخبره بأنه يحوز على كمية من المخدرات وزنها 2 كلغ واتفق معه على بيعه إياها بمبلغ مالي قدره 220 مليون سنتيم، ونظرا لتواجده بمدينة بريكة، فقد قام بالاتصال بصديقه (ع.م) لتسليم المخدرات واستلام المبلغ.
وحسب ما جاء في جلسة المحاكمة، فقد توصلت التحريات إلى هويات باقي أفراد العصابة، بينهم الملقب بحسان السطايفي والمدعو سمير المروكي الذي قدم تطمينات بحصول أفراد الشبكة على البضاعة المطلوبة والمقدرة بـ 90 كلغ، مع إلزامية توفيره للمبلغ المالي المقدر بأزيد من مليار و 200 مليون سنتيم، والحرص على الانتباه أثناء عملية التوزيع.
واستغلالا للمعلومات التي أدلى بها الموقوفون، تم ترصد المتهم (ج.ي) و الإطاحة به رفقة (ب.ن.م) في مدخل مدينة الحجار، بحجز 90.9 كلغ من المخدرات على متن مركبة من نوع «سيتروان». ولدى سماع المتهم (ب.ن.م)، سائق المركبة، صرح بأن محتوى الأكياس التي كان يحملها على متن مركبته، كان يظنها مواد غذائية ذات منشأ مغربي، بالإضافة إلى مبلغ مالي.
حسين دريدح
