تأجل انعقاد الدورة الثالثة للمجلس الشعبي الولائي بسكيكدة، التي كانت مقررة، أمس، للمرة الثانية على التوالي، في ظرف أقل من شهر، بسبب استمرار القبضة الحديدية بين الأغلبية و رئيس المجلس وإصرار كل طرف على التمسك بموقفه، حيث سادت أجواء مشحونة داخل قاعة المداولات، أمام أنظار والية الولاية، حورية مداحي، التي غادرت القاعة في قمة الغضب، في انتظار تحديد تاريخ جديد لانعقاد الدورة.
الدورة الثالثة تضمن جدول أعمالها المصادقة على الميزانية الأولية لسنة 2023، والعرض للمناقشة والدراسة ملف قطاع الشبيبة والرياضة، وتقرير حول ملفات التسوية الخاضعة للقانون 15-08 المحدد لقواعد مطابقة البنايات وإتمام إنجازها، وكذلك المصادقة على مداولات ونقاط أخرى، وقد كانت البداية توحي بأن الأمور تسير على ما يرام، لكن بعد شروع رئيس المجلس في عرض جدول أعمال الدورة، أثارت الأغلبية عدم إدراج نقطة إعادة هيكلة المجلس في جدول الأعمال، حيث رفض 26 عضوا المصادقة عليه، بينما وافق 14 عضوا، لتتحول بعدها قاعة المداولات إلى شبه حلبة لمشادات كلامية ساخنة وتراشق بالتهم بين الطرفين أمام أنظار الوالية التي ظلت تتابع المشهد ملتزمة الصمت.
و رغم تدخل رئيس المجلس محاولة منه لتهدئة الأجواء واحتواء المشكلة من خلال الموافقة على طلب الأغلبية بإدراج مطلب إعادة الهيكلة في آخر الدورة، بعد المصادقة على الميزانية الأولية لسنة 2023، إلا أن هذا المقترح قوبل بالرفض الشديد من طرف المعارضة، بسبب ما وصفه هؤلاء بفقدانهم الثقة في رئيس المجلس، وبلغ عدد الأعضاء الرافضين 28 مقابل 12 عضوا وافقوا على المقترح.
وقد أصرت الأغلبية على إدراج المطلب كأول نقطة في جدول الأعمال، لكن رئيس المجلس رفض الأمر لتتحول قاعة المداولات مرة ثانية إلى حلبة للمشادات الكلامية، قبل أن ينسحب الجميع من القاعة ومعهم الوالية التي غادرت غاضبة، في انتظار تحديد تاريخ لانعقاد الدورة.
جدير بالذكر، أن تركيبة المجلس تتشكل من جبهة التحرير الوطني بـ10 مقاعد، جبهة المستقبل بـ 11 مقعدا، التجمع الوطني الديمقراطي بـ 7 مقاعد، صوت الشعب 5بـ مقاعد، حركة مجتمع السلم 6 مقاعد، والفجر بـ 4 مقاعد.
كمال واسطة