قال والي برج بوعريريج، كمال نويصر، أمس، إن الولاية أصبحت تعاني من شبه ندرة في المياه السطحية، مقارنة بحجم الاحتياج المتزايد، في وقت يتم تموين 12 بلدية من سد عين زادة، أغلبها تعرف كثافة سكانية كبيرة، على غرار بلدية البرج عاصمة الولاية و البلديات مقرات الدوائر، مع تسجيل تناقص كبير في منسوب مياه السد، مشيرا إلى أن الحل في التوجه إلى إعداد برنامج استعجالي لمواجهة الأزمة المحتملة خلال فصل الصيف القادم، من خلال الاعتماد على المياه الجوفية.
و أوضح الوالي في كلمة ألقاها بمناسبة استئناف أشغال الدورة الاستثنائية بالمجلس الشعبي الولائي، التي خصصت لدراسة ومناقشة ملف الموارد المائية، أن الوضع الحالي يدعو إلى التعجيل باعتماد برنامج شامل على المديين القصير والبعيد، لمواجهة مشكل شح المياه الذي وصفه بالمعضلة، مضيفا أن أغلب البرامج خلال العشرية الفارطة اعتمدت على مياه السدود والتحويلات الكبرى، على غرار تموين بلديات الجهة الشمالية ودائرة الجعافرة من سد تيشي حاف، و بلديات دائرة المنصورة من سد تيلسديت، في حين بقيت أغلب البلديات الكبرى تعتمد على مياه سد عين زادة، رغم محدودية منسوب هذا الأخير، وتراجعها بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد إنجاز مشروع التحويلات الكبرى لسد موان بسطيف، ما أثر بشكل كبير على حصص المواطنين من المياه.
و أضاف الوالي أن دخول مشاريع التحويلات الكبرى، و ربط عشرات البلديات بالسدود من الولايات المجاورة، جعلها تتخلى عن نظم التزود بالمياه القديمة، مهملة بذلك الأنقاب وعمليات التجهيز وربطها بالخزانات والمنشآت الضخمة للتخزين والضخ المنجزة في إطار هذه المشاريع، ما وضعها رهينة للكميات والحصص المحدودة التي تستفيد منها من محطات المعالجة على مستوى السدود، مستدلا بحصول بلدية البرج عاصمة الولاية من كمية جد ضئيلة قدرها 17 ألف متر مكعب من سد عين زادة، وتدعيمها بحوالي 14 ألف متر مكعب من سد موان، في حين أن الاحتياجات تزيد عن 65 ألف متر مكعب يوميا، مشيرا إلى بقاء الوضع على حاله لأزيد من عشر سنوات، رغم ندرة الموارد المائية على مستوى إقليم البلدية، ما استدعى اتخاذ قرارات بتدعيمها من نقب تكستار وإنجاز شبكة الجر بمبلغ مالي قدره 45 مليار سنتيم و نقبين ببلدية غيلاسة و إنجاز قنوات النقل بمبلغ 30 مليار سنتيم، بالإضافة إلى العمليات المنجزة على مدار السنوات الفارطة لتدعيم حصص الساكنة ببلديات الجهة الشرقية والجنوبية الشرقية، التي تعاني من شح في المياه، على غرار بلديات رأس الوادي تكستار عين تسيرة و عين تاغروت.
و دعا الوالي رؤساء البلديات والمديرية الوصية، إلى التوجه للاعتماد على الموارد الجوفية، من خلال الاستغلال الأنجع للآبار و الأنقاب القديمة المهملة، وتسجيل عمليات لإنجاز أنقاب جديدة على عاتق ميزانيات التنمية المحلية للبلديات واستغلال بواقي برنامج صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية، مشيرا إلىاستفادة القطاع من مشاريع هامة لكنها تبقى غير كافية، في ظل الوضعية الطبيعية والمناخية على مستوى الولاية التي تميزت بشح التساقط والجفاف على مدار السنوات الفارطة، ما يجعلها حسب ما أضاف بحاجة إلى برامج استعجالية و برنامج مهيكل على المدى الطويل لإنهاء أزمة المياه نهائيا، مبديا حرصه على الإسراع في تجسيد البرامج تحسبا لفصل الصيف القادم، وللخروج من الوضعية الحالية (المتأزمة) في ظل شح معدلات التساقط في عز فصل الشتاء .
ع/ بوعبدالله