قامت مصالح المقاطعة الإدارية ذراع الريش بعنابة، أول أمس، بالتنسيق مع بلدية واد العنب و وحدات الدرك الوطني، بعملية هدم واسعة للبيوت الفوضوية بحي ذراع الريش، ما أسفر عن استرجاع 4 هكتارات من العقار.
و أشرفت الوالية المنتدبة، وسيلة بوشاشي، على عملية الهدم الكبرى التي مست أزيد من 80 بيتا قصديريا، في إطار محاربة البناء الفوضوي بالتجمع السكني القديم لذراع الريش، بتسخير آليات الهدم و الجرافات، حيث جاء تحرك السلطات المحلية بعد تنامي الظاهرة و تحول عدد كبير من البيوت القصديرية، إلى مصدر تهديد و ملجأ للعصابات الإجرامية بمدينة ذراع الريش و تخزين المخدرات و المهلوسات و التخطيط للأعمال الإجرامية، فيما يسعى آخرون للحصول على سكنات اجتماعية الجاري إنجازها بالمدينة، دون المرور على الإجراءات المعمول بها في الحصول على السكن، بالإضافة إلى قيام مواطنين في المنطقة، بتشييد سكنات فوضوية بغرض بيعها لأشخاص لا يقيمون بذراع الريش، يريدون الدخول في أي إحصاء محتمل للحصول على سكن اجتماعي .
حيث أسفرت عملية الهدم عن استرجاع أزيد من أربعة هكتارات و النصف من الأراضي التابعة للدولة و التي ستستغل لبناء برامج سكنية اجتماعية، بالإضافة إلى عدة تجهيزات عمومية.
و استنادا لمصادرنا، فقد تمت عملية الهدم في ظروف صعبة لاعتراض أصحابها في البداية، ليتم الرضوخ للأمر الواقع و تمكنت الآليات من دخول الحي الفوضوي و هدم البيوت القصديرية عن آخرها، تحت تغطية أمنية مشددة بمشاركة وحدات الدرك الوطني.
و قبل الشروع في العملية، قامت مصالح البلدية بإرسال إعذارات لجميع المعنيين المستغلين للأراضي بطريقة غير قانونية، داعية إياهم إلى ضرورة احترام القوانين المعمول بها و التي تمنع تشيد بيوت فوضوية.
و في نفس السياق، أوضحت مصالح بلدية واد العنب، بأن عملية الهدم متواصلة لتشمل البنايات الفوضوية عبر التجمعات المحيطة بالمدينة الجديدة و سكنات أخرى هشة مرشحة للهدم. كما عرفت ذراع الريش نهاية الأسبوع، ترحيل 400 عائلة مقيمة بالتجمع العتيق محصية سنة 2007، كانت تقيم في بيوت قصديرية.
و في سياق متصل، سطرت المقاطعة الإدارية لذراع الريش، برنامجا للقضاء على ظاهرة السكنات العشوائية و القصديرية ضمن مخطط جديد لدمج ذراع الريش القديمة بالجديدة، حيث يجري ضبط المخطط العام للمدينة و تصحيح النقائص و رفع التحفظات.
و سيسمح هذا المخطط بتمدد المدينة الجديدة نحو التجمع السكني القديم لذراع الريش، التابعة إداريا لبلدية واد العنب، لترتفع المساحة الإجمالية إلى 2071 هكتارا، حيث تتربع ذراع الريش القديمة على مساحة 46 هكتارا، تقطنها نحو 2000 عائلة، فيما يرتقب احتضان المدينة قرابة ربع مليون نسمة.
و جاء تنفيذ خطة دمج المدينة القديمة بالجديدة، في إطار إعطاء منظر جمالي متناسق و متكافئ في ظروف العيش العصري، وفقا لتصورات المدن الحديثة، مع وضع ذراع الريش ضمن مشروع المدن العصرية في الجزائر.
حسين دريدح
