دعا والي تبسة، سعيد خليل، أمس، لتسريع وتيرة الأشغال للانتهاء من الخط المزدوج للسكة الحديدية، الذي تراهن عليه السلطات العليا لدعم الإنتاج الوطني من مادة الفوسفات الموجهة للتصدير وتوليه الولاية أهمية بالغة، لانعكاساته وتأثيراته على المستوى المحلي وخاصة في تنشيط المنطقة واستحداث مئات مناصب الشغل بعد انطلاق استغلال الفوسفات المدمج ببلاد الحدبة.
وفي لقاء حضرته مختلف القطاعات والأطراف ذات الصلة، قال المسؤول إن الهدف من سلسلة هذه الاجتماعات، الوقوف على مدى تقدم أشغال الخط المزدوج للسكة الحديدية، الرابط بين بلاد الحدبة بتبسة و واد الكباريت بسوق أهراس، على مسافة 177 كلم، وحلحلة التحفظات التي تعترض تجسيد هذا المشروع و رفع تلك التي تتجاوز النطاق المحلي للسلطات المركزية للفصل فيها والعمل على تجاوز المشاكل التقنية بين مختلف المصالح.
وأضاف الوالي أنه تم توجيه الدعوة لكل المتدخلين للإسراع في الإنجاز، حيث تم الاتفاق على ورقة طريق لمتابعة مشروع ازدواجية وتحديث وكهربة الخط المنجمي بالسكة الحديدية، الذي يتضمن تحديث 388 كلم انطلاقا من جنوب بئر العاتر إلى ولاية عنابة، مرورا بسوق أهراس، وتمت برمجة اجتماعات أسبوعية لمتابعة تقدم الأشغال.
وذكر والي تبسة أنه تم تجاوز العراقيل التي اعترضت المشروع ومن ضمنها تعويض ملاك الأراضي التي يمر بها. من جهته قدم مدير مجمع الجزائر، أحمد بخوش، مداخلة إستراتيجية التخطيط والشراكة، تطرق فيها للعديد من الجوانب المتعلقة بمشروع بلاد الحدبة للفوسفات المدمج، وللتحضيرات التي تسبق انطلاقه، مشيرا إلى أن العمل يجري على عدة جبهات ولا يخص مد السكة الحديدية فقط، على غرار النقل والطاقة والمياه والدراسات المعمقة.
وتوقع مدير المجمع أن يدخل مصنع بلاد الحدبة المستحدث بالشراكة مع الصين، الإنتاج في أفق 2027 وهو ما سيسمح برفع قدرات الجزائر الإنتاجية في مجال الفوسفات الفلاحية، لدعم السوق الداخلي وتصدير الباقي للخارج، الأمر الذي سيمكن بلادنا من دعم الاقتصاد الوطني بموارد مالية إضافية من العملة الصعبة، خارج قطاع المحروقات.
للتذكير، فإن مشروع بلاد الحدبة للفوسفات، يعتبر من أهم المشاريع الضخمة التي خصصت لها الدولة 6 ملايير دولار لدعم الإنتاج الوطني من الفوسفات المدمج، حيث سيرفع من القدرة الإنتاجية الوطنية من 2 إلى 3 ملايين طن سنويا، في بداية انطلاقه، على أن تتضاعف إلى أزيد من 6 ملايين طن في أفق 4 و 5 سنوات، وفق تقديرات المسؤولين، غير أن استغلال الفوسفات يتطلب استحداث خط مزدوج ثان للسكة الحديدية، من منطقة الإنتاج بلاد الحدبة، إلى ولايتي عنابة وسكيكدة بغرض التصدير.
وفي هذا السياق، تجاوزت نسبة تقدم أشغال إنجاز وتحديث الخط المزدوج بين بلاد الحدبة بتبسة و واد الكباريت في سوق أهراس، 56 بالمائة وتجري عملية التحضير لتحديث 23 كلم المتبقية، مع العلم أنه قد شيدت العديد من المنشآت الفنية، مثل الجسور والممرات السفلية والعلوية، كما تم دمج العوارض مع السكة الحديدية و وضعها جاهزة بعد تهيئة الأرضيات و وضع الحصى وتثبيت القضبان الحـديدية.
الجموعي ساكر