وجهت مصالح ولاية عنابة، تعليمة لمختلف المصالح لضبط نشاط بيع المياه عبر الشاحنات ذات الصهاريج وكذا مراقبة مصادر التزود على مستوى الينابيع والآبار التي تستخرج منها المياه، نظرا لارتفاع الطلب عليها في ظل شح الموارد وتقلص برنامج التزويد على مستوى الحنفيات.
وفرضت التعليمة التي وجهتها مصالح الولاية، مؤخرا، لأصحاب شاحنات بيع المياه، حيازة سجل تجاري لممارسة هذا النشاط، بهدف ضبط عملها والدخول في القنوات الرسمية لتسهيل مراقبتها وكذا الحفاظ على صحة المستهلك، كما يجري ضبط دفتر شروط بالنسبة للخواص الذين يملكون آبارا داخل ممتلكاتهم سواء الحائزين على رخص الاستغلال أو المنجزة بدون رخصة والتي تبيع المياه لأصحاب الصهاريج الموجهة أساسا للاستخدام المنزلي و ورشات البناء، ومنها ما يتوفر على شهادات تحاليل لصلاحية الشرب.
فيما تعمل مختلف البلديات في إطار التدابير المتخذة لتغطية العجز في تموين المواطنين بالمياه الصالحة للشرب خلال موسم الاصطياف، على التقرب من أصحاب الجرارات والشاحنات المزودة بصهاريج لبيع المياه، لإلزامها بالتقيد بالشروط الجديدة لممارسة النشاط، منها السجل التجاري والترخيص لمزاولة نشاطهم وذلك ضمن التدابير المتخذة لحماية المستهلكين من الأمراض المتنقلة والتسممات.
وفي سياق المتصل، عرضت مديرة الموارد المائية لولاية عنابة، بريكي جميلة، نهاية الأسبوع الماضي، في لقاء ترأسه والي الولاية، وضعية القطاع وأوضحت خطة تزويد ساكنة الولاية بالمياه الشروب، في ظل شح الأمطار وانخفاض منسوب سدود الشافية، ماكسة وبوقوس.
وبحسب مصدرنا، فقد تم وضع خطة لتسيير المخزون وتقليص مدة التزود مع تعديل برنامج التوزيع، حيث أصبح 61 بالمائة من مشتركي الجزائرية للمياه يتزودون مرة واحدة كل 3 أيام، و 14 بالمائة مرة كل أربع أيام، و 8 بالمائة مرة كل خمس أيام، و 17 بالمائة مرة كل يومين حسب خصوصية كل منطقة، حيث تحصي ذات المصالح 180 ألف زبون بتعداد سكاني يتجاوز 800 ألف نسمة.
و أشارت ذات المصدر، إلى انخفاض كبير في نسبة السد الرئيسي الذي يمون عنابة بالمياه والواقع بالشافية في ولاية الطارف، إذ بلغت نسبة امتلائه 8.30 بالمائة، إلى جانب الاعتماد على سدي ماكسة وبوقوس الموصولين ببعضهما، حيث تتراوح نسبة امتلائهما ما بين 84 و 60 بالمائة.
وفي سياق متصل، تم وضع برنامج خاص لضمان تموين مركب سيدار الحجار للحديد والصلب، بالمياه من سد الشافية، حيث يستهلك يوميا 26 ألف متر مكعب، كما تبلغ الحصة الإجمالية المخصصة لولاية عنابة بشكل يومي 76 ألف متر مكعب.
وتشير التقديرات، إلى أن نسبة تساقط الأمطار هذا الموسم قدرت بـ 400 ملمتر/ 1000 ملمتر، وللتقليل من أزمة الجفاف يجري وضع آبار جديدة حيز الخدمة وإصلاح المتوقفة منها، بالإضافة إلى إصلاح التسربات واسترجاع المياه الضائعة على مستوى القنوات الرئيسية القادمة من ولاية الطارف.
وأكدت ذات المصدر، أن تحسين خدمة التزود بالمياه الشروب، مرتبط بتجديد خط نقل المياه من الطارف إلى عنابة، مع القضاء على التسربات على مستوى الشبكات، حيث تشير التقديرات، إلى ضياع نحو 30 بالمائة من المياه التي تنطلق من السدود باتجاه الخزانات على مستوى مختلف بلديات الولاية، ما يطرح إشكالا كبيرا في نظام التوزيع.
ومن أجل إيجاد حل نهائي لتزود عنابة بالمياه، يتم التعويل على تجسيد مشروع محطة تحلية مياه البحر بالدراوش والتي تزود الولاية بقرابة 160 ألف متر مكعب يوميا .
حسين دريدح