تمّت، مؤخرا، إعادة تشغيل المسرع الخطي للعلاج الإشعاعي ضد مرض السرطان، بمركز مكافحة هذا الداء بولاية سطيف، ما يضمن تقليص فترة المواعيد و استعادة التوازن، بعد اضطراب امتد لنحو عام كامل، بسبب العطب، في حين دعا المختصون في المجال، إلى ضرورة تحديث المعدات قبل نهاية السنة القادمة، تماشيا مع التطورات التكنولوجية و التقنيات المستخدمة في علاج التداوي بالأشعة.
و أكدت رئيسة الجمعية الجزائرية لطب الأورام و العلاج بالأشعة، و التي ترأس حاليا مصلحة قسم العلاج بالأشعة على مستوى مركز سطيف، البروفيسور، خديجة بوداود، للنصر، خلال انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي حول العلاج الإشعاعي، أول أمس، بقاعة المحاضرات «مولود قاسم نايت بلقاسم» في جامعة فرحات عباس سطيف 1، أن المسرع الخطي الثالث على مستوى مركز مكافحة السرطان، يشتغل حاليا بصفة عادية و منذ نحو أسبوعين، بعدما ظل خارج مجال الخدمة على امتداد عام تقريبا، مشيرة إلى أن المسرعات الثلاثة التي يتوفر عليها المركز حاليا، توجد تحت تصرف الطواقم الطبية و المرضى.
ذات المصدر، أكدت أن كل مسرع خطي يمكّن من معالجة 60 إلى 70 مريضا يوميا، ما يعني أن أزيد من 200 مريض يخضعون للعلاج بالأشعة على مستوى مركز مكافحة السرطان بسطيف في كل يوم، علما بأن المركز مدعم «بدار الصبر» التي تأوي المرضى و مرافقيهم خلال فترات العلاج التي تدوم لأسابيع و أشهر على حسب مستوى تقدم الحالة.
كما أكدت، البروفيسور، بوداود، أن تأخر إصلاح المسرع الثالث الذي يعود لأسباب خارج النطاق، أدى إلى تذبذب بسبب طول فترة انتظار المواعيد، غير أن الأمور ستتحسن، بعودتها إلى ما كانت عليه سابقا قبل العطب، من خلال تقلص المواعيد إلى شهر و نصف أو شهرين على الأكثر، مضيفة أن نسبة انتشار مرض السرطان و خاصة الأنواع المعروفة على غرار سرطان الثدي عند المرأة و الرئتين و القولون عند الرجال، تشهد ارتفاعا متسارعا في الجزائر، على غرار باقي بلدان العالم التي تعيش نفس الظروف.
من جانبها باركت أستاذة في التداوي بالأشعة بمستشفى قسنطينة، البروفيسور، عائشة جمعة بن جازية، إنشاء الجمعية الجزائرية لعلاج الأورام و التداوي بالأشعة في سطيف، نظرا لما لها من انعكاسات تسمح بتبادل الخبرات بين المراكز الموجودة في الجزائر و في الخارج، داعية السلطات الوصية لتجديد المسرعات كل عشر سنوات، تماشيا مع تطور التقنيات المستخدمة في العلاج، مستدلة بمركز سطيف الذي تدعم بهذه الأجهزة في 2014، ما يفرض التحرك من الآن لتجديدها و تفادي المشاكل التي ستكون في حال الوصول إلى عطبها كليا، مع إشادتها في المقابل، بالتطور الكبير الذي شهدته الجزائر في هذا المجال منذ سنة 2012، من حيث التجهيز بالمعدات و تكوين الأطباء و المعالجين الفيزيائيين و المشرفين على تشغيل هذه الأجهزة.
و يذكر أن المؤتمر الدولي حول العلاج الإشعاعي، منظم من الجمعية الجزائرية لطب الأورام و التداوي بالأشعة، بالتنسيق مع مركز مكافحة أورام السرطان بسطيف، تحت إشراف وزارة الصحة، حيث أشرف مدير الصحة و السكان لولاية سطيف، علي بن كاملة، على مراسم الافتتاح، ممثلا عن الوزير عبد الحق سايحي، بحضور ممثل عن وزير الطاقة و المناجم، رئيس الهيئة الوطنية للسلامة و الأمن النووية، عميد كلية الطب بجامعة سطيف و عدة دكاترة و أستاذة من مختلف ولايات الوطن.
و يمتد هذا المؤتمر لثلاثة أيام، من الخميس إلى غاية اليوم، بمشاركة مختصين من عمان، تونس و فرنسا، حضوريا و مشاركة آخرين من الولايات المتحدة عبر تقنية التحاور بالفيديو، فضلا عن المختصين في المجال من دكاترة جزائريين.
خ.ل
