تم، يوم الخميس، بمصلحة أمراض القلب على مستوى المستشفى الجامعي سعادنة عبد النور بسطيف، إجراء خمس عمليات جراحية لمرضى يعانون من مشاكل في نظام القلب واضطراب في النبضات، كمرحلة أولية، منها عمليتان لزرع جهاز إزالة الصدمات القلبية وثلاث لإعادة التزامن القلبي للذين يعانون من القصور ولا يستجيبون للدواء، في سابقة على مستوى الوطن خارج مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة.
أكد البروفيسور عزوز جلاوجي، في تصريح إعلامي، قبل انطلاق أول عملية جراحية، أن دخول هذا الاختصاص والنشاط حيز الخدمة بمستشفى سطيف، مهم جدا للمرضى الذين سيتخلصون من عناء التنقل إلى العاصمة لإجراء مثل هذه العمليات في مستشفى مصطفى باشا، مضيفا بأن العمل من أجل الوصول إلى هذه النتيجة استغرق عاما كاملا.
وأضاف المتحدث بأن العمليات الأولية تمت بالتعاون مع رئيس مصلحة طب أمراض القلب بمستشفى مصطفى باشا، البروفيسور محمد الصديق آيت مسعودان، على أمل أن يتحول مستشفى سطيف إلى مركز مكوِّن في المستقبل، لتوسيع هذا الاختصاص عبر كامل ربوع الوطن.
من جانبه، أثنى البروفيسور آيت مسعودان، على نشاط القائمين على المستشفى الجامعي سطيف، كاشفا أن منطلق المبادرة جاء بعد تكوين الدكتور صوفية سطايفي لتعلم تقنيات هذه العمليات الجراحية الهامة، ليتقرر توسيع دائرة التكوين في إطار التعاون، مفيدا أن المرافقة ستتواصل حوالي ثلاثة أشهر، ثم يصبح مركز سطيف مستقلا في إجراء هذه التدخلات، وقطبا مكونا مع التكفل بالمرضى الذين يعانون من مشاكل في ضربات القلب على مستوى شرق الوطن.
واعتبرت الدكتورة صوفية سطايفي، المختصة في طب القلب بمستشفى سطيف، في تصريح للنصر، أن دخول نشاط إجراء هذه العمليات المعقدة وبمرافقة أخصائيين من مستشفى مصطفى باشا، يعتبر مكسبا هاما للمرضى، بتخليصهم من عناء التنقل إلى مصطفى باشا بالعاصمة، مع تخفيف الضغط عن هذا الأخير، إضافة إلى تمكين أطباء الشرق الجزائري من تعلم تقنيات جديدة ومواكبة تطوراتها على الصعيد العالمي.
وأوضح الدكتور محمد برحال، أستاذ مساعد بمصلحة طب القلب، للنصر، بأن عملية زرع جهاز تنظيم ضربات القلب يختلف عن منظم ضربات القلب الذي تجرى عملياته بسهولة في مستشفى سطيف منذ سنوات، لأن هذا النوع الجديد موجود ليتدخل آليا عند وقوع اختلال في النبضات المؤدي إلى الموت لمعالجته، وهذا ما يقلل نسبة خطورة الوفاة.
وثمّن والي ولاية سطيف، محمد أمين درامشي، لدى إشرافه على وضع حيز الخدمة هذا الاختصاص الجديد بالمستشفى الجامعي سعادنة عبد النور، هذه الخطوة الإيجابية لما لها من فائدة عظيمة لمواطني سطيف والولايات المجاورة، كونه الأول في الشرق الجزائري والثاني وطنيا، مؤكدا العناية الكبيرة للسلطات العليا والعمومية التي توليها لقطاع الصحة الهام جدا، معربا عن اعتزازه بالمكانة التي يحتلها مستشفى سطيف كقطب صحي هام في الوطن وخاصة في الشرق، شاكرا الفريق الطبي الذي سهر على إدخال هذا الاختصاص الجديد، سواء من مستشفى سعادنة عبد النور أو مصطفى باشا بالعاصمة.
وأكد مدير الصحة والسكان بسطيف، علي بن كاملة، للنصر، أن الولاية تعتبر قطبا هاما في مجال الصحة، وهذا يستلزم العمل على استحداث نشاطات جديدة للتكفل الأمثل بالمواطنين، والاختصاص الجراحي الذي تدعم به المستشفى الجامعي يدخل ضمن هذه الاستراتيجية، وباعتبار أنه الأول من نوعه في الشرق الجزائري، فسيعود بالفائدة على الجميع، مؤكدا بأن الإمكانيات المادية والبشرية على مستوى مصلحة قسم أمراض القلب متوفرة، لاسيما قاعة العمليات المدعمة بأحدث الوسائل، مع توفير الاحتياجات الطبية الاستهلاكية اللازمة.
خ.ل