كشف والي عنابة، جمال الدين بريمي، أمس، عن انطلاق أشغال محطة تحلية مياه البحر بشكل فعلي، على مستوى منطقة الدراوش في ولاية الطارف والتي تضمن تموين عنابة و ولايات أخرى مجاورة بالمياه الصالحة للشرب، مع ترقب دخولها حيز الخدمة مطلع 2025.
وأضاف، بريمي، في تصريح لوسائل الإعلام خلال زيارة العمل والتفقد لمشروع سد بوحديد الواقي من الفيضانات غرب وسط مدينة عنابة، أن شركة سوناطراك تشرف على أشغال الهندسة المدنية، ويعد مشروعا ضخما إذ يهدف لإنتاج المياه بقدرة 300 ألف متر مكعب يوميا، ما يمكن من إنهاء مشكلة التزود بالمياه الصالحة للشرب على مستوى الولاية، حيث ستستفيد عنابة من حصة يومية تقدر بـ 160 ألف مكعب يوميا، مع الإبقاء على استغلال سدود ولاية الطارف وكذا الآبار الارتوازية، في استخدامات متعددة.
وأشار ذات المتحدث، إلى أن مشاريع مد المحطة بالأنابيب لضخ المياه بالخزنات إلى غاية ولاية عنابة قد انطلقت. وسيتم إنجاز قناة جر المياه على مسافة 46 كلم وبقطر 1.5 متر، للوصول إلى جميع الخزانات بولايتي الطارف وعنابة، بالإضافة إلى إنجاز خزانين بمحطة المعالجة في الشعيبة بسعة 200 ألف متر مكعب، لاستيعاب الحصة اليومية لعنابة.
ومن أجل ربط عنابة بمحطة التحلية، تم تخصيص مبلغ 462 مليار سنتيم لإنجاز القنوات الرئيسية ونقل وجر المياه، كما تعمل مصالح مديرية الموارد المائية على توفير طاقة تخزين مهمة، من أجل استقبال المياه المصفاة يوميا، حيث تفرض إدارة محطات الضخ، كما هو معمول به في باقي الولاية، استلام الكمية المحددة بشكل يومي كي لا يعاد طرحها في البحر. وسُجل المشروع في 2018 بطاقة إنتاج تقدر بـ 300 ألف متر مكعب، 50 بالمائة منها ستستفيد منها عنابة والأخرى تحول للولايات المجاورة.
وحسب الدراسة التقنية للمشروع، فقد تم اختيار موقع إنجاز محطة تحلية مياه البحر بالدراوش في ولاية الطارف، ضمن دراسة استراتيجية، لتوسطها أربع ولايات من أجل تأمين التزود بالمياه الشروب في كل من عنابة، الطارف، قالمة وسكيكدة.
من جهته أكد والي عنابة لدى معاينة مشروع إنجاز السد الواقي ببوحديد لحماية عنابة من الفيضانات، أمس، أن الأشغال الفعلية انطلقت بالوصول إلى مرحلة الهندسة المدنية وبناء الحواجز الإسمنتية والجدران الخرسانية، حيث ستستمر عملية الإنجاز لـ 8 أشهر أخرى إلى غاية شهر جانفي 2024، لتسليم المشروع الذي كانت ساكنة عنابة تنتظره، لما كان يخلفه واد بوحديد من مشاكل جراء الفيضانات.
وذكر بريمي، أن الدور سيأتي على السلطات المحلية، لاستكمال الأشغال المتبقية المتعلقة بفضاءات الترفيه والنزهة الواقعة على حواف السد، الذي يتجاوز وظيفته الأساسية لحماية المدينة من الفيضانات، بتحوله إلى موقع لاستجمام العائلات العنابية والوافدين من الولايات المجاورة، تليها استثمارات أخرى من جانب الولاية والبلدية.
وحسب مديرة المشروع، فإن عملية الإنجاز تشرف عليها شركتان وطنيتان، بتكلفة تقدر بـ 600 مليار سنتيم وبطاقة استيعاب قدرها 700 ألف متر مكعب، بارتفاع 29.6 مترا وبعرض 260 مترا، كما يوظف 120 منصبا دائما.و وفقا للمصدر، فقد جاء إنجاز سد بوحديد، في إطار استراتيجية الدولة والدور الذي أصبحت تلعبه السدود في احتواء مياه الأودية التي يصب أغلبها في المدن الكبرى، للتقليل من خطر الفيضانات، حيث سيسمح هذا السد بتعديل تدفق السيول من 170 مترا مكعبا إلى 10 متر مكعب في الثانية، كما سيلعب دورا في احتواء المياه وتوفيرها للشرب ومكافحة الحرائق.
حسين دريدح