أنهى المهندسون بناء قناة لجر مياه الشرب من نظام سد بوحمدان إلى سكان بلديتي الفجوج و بوعاتي محمود الواقعتين شمال قالمة، و بدأت مياه الشرب في الوصول إلى الحنفيات واضعة حدا لمعاناة ظلت تتكرر كلما هبط منسوب بئر الفجوج تحت تأثير الجفاف الطويل، كما حدث خلال الأشهر الماضية و أدى إلى أزمة عطش حادة بمدينتي الفجوج و بوعاتي محمود و القرى و المجاورة لهما.
و قد تم ربط خزانات الفجوج و بوعاتي محمود بقناة قادمة من محطة قريبة من مدينة قالمة تستقبل مياه سد بوحمدان بعد معالجتها بالمحطة العملاقة المتواجدة بحمام دباغ.
و اجتازت القناة التي يبلغ طولها نحو 10 كلم تجارب الضخ بنجاح بعد أن تخطت مجرى نهر سيبوس الكبير و عبرت إلى الضفة الشمالية باتجاه المدن و القرى العطشى.
و حسب مسؤولي بلدية بوعاتي محمود فإن المدينة أصبحت تشرب المياه من سد بوحمدان و كذلك من بئر الفجوج الذي تعافى بعد أمطار ماي و جوان الماضيين، و قالت مصادر من بلدية الفجوج للنصر بأن القناة القادمة من نظام سد بوحمدان تعد مكسبا كبيرا لسكان المنطقة التي ظلت تعتمد على بئر واحد يتعرض لهبوط حاد خلال فترات الجفاف الطويل.
و في الوقت الحالي تشرب مدينة الفجوج من البئر المتعافي بينما تدعمت مدينة بوعاتي محمود بنظام سد بوحمدان الذي يزود نصف سكان الولاية تقريبا بمياه الشرب ببلديات قالمة بن جراح مجاز عمار، هواري بومدين، حمام دباغ و الركنية بالإضافة إلى بلديتي الفجوج و بوعاتي محمود آخر البلديات المرتبطة بالحوض المائي الكبير.
و يعد سد بوحمدان المصدر الرئيسي لمياه الشرب بولاية قالمة لكنه يعاني باستمرار من الجفاف الطويل، و بالرغم من ذلك فإنه يتوقع أن تشرب منه مدن سهل الجنوب الكبير قريبا بعد انتهاء مشروع القناة العملاقة التي تخترق تضاريس صعبة باتجاه بلديات وادي الزناتي، عين قادة و برج صباط، المنطقة الأكثر عرضة للعطش بسبب تعطل نظام عين آركو القديم الذي أصبح في حاجة إلى التجديد بعدة مقاطع لوقف التسربات و الانكسارات المكلفة.
و يسود ارتياح كبير وسط سكان الفجوج و بوعاتي محمود بعد وصول مياه السد الكبير، الذي يبقى في حاجة إلى الدعم بنظام تحويل من وادي الشارف، المشروع الذي وعدت به الحكومة في وقت سابق و ينتظر التجسيد على أرض الواقع لإنهاء أزمة العطش بالمدن و القرى و السقي بالمحيط الزراعي الخصيب.
فريد.غ