نفذت، مؤخرا، مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية أم البواقي، قرارا بالغلق التحفظي لمسجد عبد الله بن مسعود بحي السعادة 2، إلى غاية إتمام الخبرة التقنية، ويأتي ذلك حفاظا على أمن وسلامة المصلين، في ظل الأخطار التي بات يشكلها المسجد نظرا للتشققات التي مست جميع أركانه، وبعين البيضاء يجري التحضير لمباشرة عملية هدم مسجد زموشي السعيد الذي انهارت صومعته قبل أيام، أما بعين فرحات ببلدية الزرق فعارض المصلون قرار الغلق المؤقت لمسجد عبد الحميد بن باديس الذي أكدت خبرة تقنية تشقق جدرانه، بحجة عدم وجود مكان بديل لأداء الصلوات الخمس.
قرار الغلق التحفظي لمسجد عبد الله بن مسعود يأتي تنفيذا لتعليمات والي أم البواقي، وأشار من خلاله مدير الشؤون الدينية والأوقاف، إلى أنه تقرر بذلك تعليق الصلوات الخمس وصلاة الجمعة وكذا الآذان، بناء على خبرة الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء للشرق، وكذلك الخبرة التقنية المعدة من طرف مكتب الخبرة القضائية بأم البواقي، واتخاذا للإجراءات الاحترازية حفاظا على أرواح المصلين والمحيط المجاور له وبناء على محضر اجتماع اللجنة الوزارية المنعقد بمقر المديرية، تم اقتراح تعليق الصلوات والآذان إلى غاية ظهور نتائج الخبرة التي سيقوم بإنجازها مركز التشخيص والخبرة بقسنطينة.
رئيس اللجنة الدينية للمسجد رشيد صيد، طمأن المصلين بأن القرار المتخذ يأتي حفاظا على أمنهم وسلامتهم، مشيرا إلى أنه كان سيُتخذ في وقت سابق غير أن ظهور تشققات جديدة عجل بالغلق تحفظيا. مدير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور مولود محصول وفي لقائه بالنصر، أوضح بأن مسجد عبد الله بن مسعود بحي السعادة 2 بمدينة أم البواقي، بني قديما من دون رقابة تقنية وبلا متابعة، بطريقة لم تحترم فيها المعايير التقنية، ومع مرور الزمن وفي فترة وجيزة بدأت تظهر العيوب والتشققات من السقف والجدران وكذا جميع أجزاء المسجد، وهي وضعية أخذت في التدهور مع مرور الزمن، الأمر الذي أصبح يشكل مخاوف لدى الجمعية الدينية والإمام والمصلين على حد سواء.
وأكد المتحدث أنه وحفاظا على سلامة المصلين تم توجيه طلب للجنة الدينية لإعداد خبرة تقنية عن طريق خبير قضائي متخصص، وهي التي خلصت للتأكيد أن المسجد في وضعية خطيرة، كما تم إعداد خبرة ثانية عن طريق مخبر البناء والتي أثبتت بأن الأرقام دون الحد الأدنى من معايير مقاومة البناء، إلى درجة أن هزة أرضية خفيفة بإمكانها إسقاط المسجد أرضا، كما أنه لا يحتمل الاكتظاظ خاصة في صلاة الجمعة والعيدين.
وأشار المتحدث إلى أنه وأمام هذه الوضعية تم رفع تقرير لوالي الولاية السابق، الذي راسل بدوره الوزارة الوصية والتي أوفدت هي الأخرى لجنة وزارية للمعاينة، أين تم النزول لمعاينة المسجد بمعية مديرة التعمير والبناء ومدير الشؤون الدينية ومدير مخبر البناء للشرق، وحرر بعدها محضر يؤكد بأن الوضعية خطيرة مع إلزامية تعليق النشاط الديني بالمسجد إلى غاية ظهور نتائج الخبرة التي سينجزها مركز التشخيص والخبرة بقسنطينة، إضافة إلى تكليف مدير الشؤون الدينية من أجل التنسيق مع المركز لإعداد الخبرة.
وأضاف المصدر بأن تقرير اللجنة الوزارية حول للوالي، وبناء عليه تم تعليق النشاط الديني مؤقتا وتكليف مدير القطاع بتنفيذ محتوى المقرر، وتمت بالموازاة مراسلة مركز التشخيص والخبرة لإعداد الخبرة التي على أساسها سيتقرر ما إذا سيتم تدعيم هيكل البناء الموجود أو هدم البناية وتشييد أخرى، وأكد المتحدث بأن الخبرة التقنية الأولى أظهرت بأن تكلفة إعادة البناء أقل من تكلفة تدعيم المسجد وترميمه، مضيفا بأن مساجد تتواجد بالقرب منه ويتعلق الأمر بعمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي، وعلى المصلين التوجه لها إلى غاية اتخاذ قرار يصب في مصلحتهم.
وبخصوص وضعية مسجد زموشي السعيد بعين البيضاء الذي انهارت صومعته قبل أيام، أوضح مدير القطاع بأن خبرة تقنية أجريت وتم بموجبها تهديم الصومعة، وسيتم تهديم المسجد وإعادة بنائه بعدما تم غلقه هو الآخر، وأضاف المتحدث أن نفس الوضعية يعيشها مسجد عبد الحميد بن باديس بعين فرحات بالزرق، أين أكدت خبرة تقنية بأنه هش وفي وضعية خطيرة تستوجب غلقه، غير أن معارضة من قبل المصلين حالت دون ذلك، على عكس مسجدي زموشي السعيد وعبد الله بن مسعود، أين أبدى المواطنون تفهمهم للوضعية.
أحمد ذيب