قضت، عشيّة أمس، محكمة الجنايات الاستئنافيّة بمجلس قضاء أم البواقي، بتوقيع عقوبة الإعدام في حق المتهم المسمى (ب.ي) 34 سنة، الذي تمت متابعته بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار ومحاولة القتل مع سبق الإصرار، والتمست ممثلة النيابة العامة توقيع عقوبة الإعدام مع الحجر القانوني ومصادرة المحجوزات وبينها الهاتف النقال.
القضية ترجع بتاريخها إلى ليلة الثالث عشرة من شهر أوت من السنة الماضية، عندما تطور خلاف بين شابين حاول عديد العقلاء وضع حد له، إلى نزاع حاد دفع بالمتهم إلى سل خنجر وتوجيه 5 طعنات للضحية المسمى (ح.ف)، الأمر الذي تسبب في مقتله مباشرة، لتتدخل عناصر الشرطة بعدها أين أوقفته واسترجعت سلاح الجريمة.
وكشفت التحقيقات الأمنية بأن الضحية قدِم في زيارة عائلية لأهله بمدينة عين فكرون تدوم يومين، وتوجّه قبل وفاته بلحظات لمستشفى حمودة أعمر لزيارة خالته رفقة شقيقه الأصغر (ح.ع.م)، وعند مغادرته للمستشفى شاهد المتهم متوجها صوب شقيقه الذي كان في خلاف معه، ليتدخل محاولا فك شقيقه من قبضة المتهم، الذي وجّه له طعنات متسببا في قتله على مستوى شارع المسجد العتيق.
وأثبتت التحقيقات بأن شقيق الضحية الذي أصيب هو الآخر بجروح اتُهم من طرف الجاني بسرقة «كلب» ترجع ملكيته للمتهم، وقام ببيعه مقابل مبلغ 43 مليون سنتيم، غير أن شقيق الضحية صرح في جلستين للصلح قبل وقوع الجريمة، بأنه لم يسرق كلب الجاني، بل اشتراه من أشخاص اعترفوا بسرقته، والمتهم ظلّ متمسكا بفرضية تورط شقيق الضحية المتوفى بسرقة كلبه، على الرغم من تعويض مجلس الصلح له ماديا بمبلغ 40 مليون سنتيم، منها 7 ملايين سنتيم سددتها عائلة الضحية، ليتحيّن المتهم الفرصة، عندما مشاهدته الضحية غير المتوفى (ح.ع.م) مارا بشارع المسجد العتيق، ليتوجه مباشرة صوبه قصد طعنه، دون أن يشاهد شقيقه الأكبر العائد من عمله من تمنراست، فقام بطعنه حتى الموت.
وأكد تشريح الجثة الذي أعده الطبيب الشرعي بأن الضحية تلقى عدة طعنات إحداها على عمق 9 سم، سببت له نزيفا حادا أدى لوفاته، بعد أن أصابت البطين الأيسر لقلبه، إلى جانب وجود آثار عنف حيوية على جسده، فيما أنكر المتهم طعنه الضحية مبينا بأن شقيق الضحية هو من تهجم عليه بخنجر، وحاول طعنه فلم يصبه وأصاب شقيقه بدلا عنه وأرداه قتيلا، مشيرا إلى أن الخنجر الذي بحوزته يعمل به على مستوى المذبح البلدي، غير أن شقيق الضحية صرح أمس أمام هيئة المحكمة بأن المتهم قصده ليطعنه فلم يتوقع وجود شقيقه إلى جنبه، فقام بطعنه وأصابه في الصدر وذراعه الأيسر وهي التي منحه الطبيب الشرعي بسببها عجزا قدره 10 أيام، ولاذ بالفرار صوب مدينة عين كرشة.
وقال مرافق المتهم في سيارته من نوع «بيجو 207» للمحققين بأن صديقه لما شاهد المسمى (ح.ع.م) ترجّل من سيارته وتوجّه نحوه، ليعود بعد لحظات مردّدا عبارة «راني بعجتو بالموس» ولما علم بمقتل الضحية طالبه بتسليم نفسه لمصالح الأمن.
ممثلة النيابة العامة أوضحت في مرافعتها بأن المتهم بينه وبين شقيق الضحية المتوفى ضغينة تتعلق بسرقة كلب، أين تقدم الجاني بينه وبين شقيقه ودخل في شجار انتهى بجريمة قتل، مبينة بأنه عقد العزم على إزهاق روح الضحية بكل وعي وإدراك وهذا العمل مجرّم قانونا، وأضافت المتحدثة بأن الشهادة الطبية أشارت إلى أن الضحية تلقى ضربات خطيرة على مستوى مناطق حساسة في جسمها ومنها القلب.
أحمد ذيب
