استفادت بلدية صفصاف الوسرى، جنوب ولاية تبسة، من محطة بيولوجية تعمل بتقنية جديدة لتصفية المياه المستعملة الموجهة للسقي الفلاحي وهو مشروع نموذجي من حيث الحفاظ على الموارد المائية وإعادة استعمال المياه المصفاة، بتقنية حديثة تستعمل في المعالجة للقضاء على جميع البكتيريا.
مديرة الموارد المائية بولاية تبسة صونيا رحاحلية وفي تصريح للنصر، أفادت بأنه تم الشروع في إنجاز هذه المحطة على مستوى البلدية المذكورة، خلال شهر أكتوبر من السنة الماضية، بعد دراسة قامت بها، حيث تم تسجيل عملية قطاعية لانجاز هذه المحطة التي بلغت نسبة تقدم الأشغال بها 100 بالمائة، بقدرة تخزينية تصل إلى 50 مترا مكعبا في اليوم وباستعمال نظام اقتصادي غير مكلف وغلاف مالي يقدر بـ 80 مليون دج.
وأضافت المتحدثة، أن هذا المشروع يعتبر أول تجربة على مستوى ولاية تبسة ومن خصائصها أنها لا تحتاج لليد العاملة ولا معدات أو تجهيزات ميكانيكية، فضلا عن تكلفتها المنخفضة. وحسب المتحدثة، فإن المحطة ستمكن من الحصول على كميات هامة من المياه المعالجة والمصفّاة والتي ستوجه للسقي الفلاحي، بالنظر لما تتميز به البلدية من إنتاج فلاحي كبير، لاسيما إنتاج الزيتون والخضر، كما ستساهم في القضاء على مصبات المياه القذرة وحماية سد الصفصاف من التلوث، مشيرة إلى أن بلدية أم علي الحدودية، استفادت هي الأخرى من محطة مماثلة بسعة 120 مترا مكعبا في اليوم، والمنشأتان في التجارب الأولية، مؤكدة أنه بات مطلوبا اليوم إنجاز محطات تعمل على معالجة المياه لاستغلالها في السقي الفلاحي كمورد بديل للمياه خاصة أمام شح الأمطار وليس كما في كان السابق عندما كانت المياه تعالج لاستعمالها في حدود حماية البيئة فقط.
وذكرت المديرة، أن الديوان الوطني للتطهير، يعتمد طرقا علمية وتقنية حديثة في معالجة المياه المستعملة وهو ما يتماشى مع توجيهات الحكومة، من خلال الإستراتيجية الوطنية للمياه المعالجة التي وضعتها وزارة الموارد المائية وفقا لمنظور التنمية المستدامة. وأكدت المسؤولة، أن المحطة سيكون لها دور كبير في التقليل من الأمراض المتنقلة، خاصة إذا علمنا بأن المياه المستعملة والراكدة، تساهم بصفة كبيرة في تكاثر الحشرات المتسببة في بعض الأمراض، كما هو الشأن بداء الليشمانيا الجلدية، إلى جانب الحفاظ على النظام الإيكولوجي، كما تعد المياه المستعملة من أهم مصادر المياه غير التقليدية التي يراهن عليها مستقبلا لتغطية الاحتياجات الوطنية في المجالين الفلاحي والصناعي، لاسيما في ظل تراجع كميات الأمطار المتساقطة خلال السنوات الأخيرة.
ع.نصيب