سلطت محكمة الجنايات الاستئنافية بمقر مجلس قضاء المسيلة، مساء أمس، عقوبة الإعدام في حق متهمين اثنين بالقتل مع سبق الإصرار والترصد وجنحة سرقة المواشي، وهي الجريمة التي ارتكبت في حق راعي غنم بمنطقة تارمونت خريف 2020، مع إدانة متهمين آخرين بعقوبة السجن النافذ لمدة 5 سنوات، بعد متابعتهما بجنحة عدم التبليغ والمشاركة في سرقة المواشي.
وقائع القضية التي استيقظ عليها سكان منطقة التريبة ببلدية تارمونت بتاريخ 3 أكتوبر 2020، عولجت على إثر ورود مكالمة لفرقة الدرك الوطني المختصة إقليميا، من قبل المصالح الاستشفائية بعد استقبالها شخصا مسنا مصابا بكدمات وطعنات أسفرت عن وفاته لحظات بعد وصوله للمستشفى.
وعلى إثر ذلك، تم فتح تحقيق من قبل عناصر الضبطية القضائية، بعد معاينتها لمسرح الجريمة، حيث كشف التحقيق عن وجود مشتبه فيهما تم توقيفهما، ليرتفع عدد المتهمين إلى أربعة 4 أشخاص تمت مواجهتهم بقرائن حاول أحد المتهمين الرئيسيين «ق.س» إنكارها طيلة أطوار الجلسة، حيث أصر على نفي وجوده بمسرح الجريمة وحتى علمه بوقوعها، رغم اعتراف شريكه «ش.ق»، بضرب الضحية البالغ من العمر 78 سنة وتوجيه ضربتين له على مستوى الكتف باستعمال خنجر كان بحوزته وضربتين بحجر على مستوى الرأس، ليغادر ويتركه مع المتهم الثاني «ق.س» بعين المكان.
القاضي افتتح الجلسة بمواجهة المتهمين الأربعة، حيث بادر بسؤال موجه للمتهم الأول «ش.ق» والذي سرد حيثيات الجريمة ولحظة التخطيط لها بمعية المتهم الثاني وكيف أنهما كانا يخططان لسرقة رؤوس الأغنام من أحد الرعاة الذي كان يرعى مواشيه بالمنطقة، إلا أن هذا الأخير غادر الموقع باكرا، ليحولا الخطة باتجاه الضحية الذي قاموا بقطع الطريق أمامه ولما واجههما قاما بضربه بحجر على مستوى الرأس، حيث وجها له عدة ضربات وطعنات تسببت في وفاته في ما بعد، ليقوما بالسطو على 27 رأسا من الأغنام ويقتسموها بمساعدة شريكيهما وهما «س أ» و «س م»، من أجل نقلها وبيعها.
القاضي وهو يواجه «ق.س» الذي تمسك بإنكاره معرفته بحيثيات الجريمة متهما شريكه بأنه تلقى الإيعاز بتوريطه في الجريمة من قبل صهره حينما زاره بالمؤسسة العقابية، ذكر بأن ما ورد في تقرير قاضي التحقيق يورطه خصوصا رفضه مشاهدة مسرح الجريمة عندما تمت إعادة تمثيل وقائعها وارتباكه وقوله بعدم معرفة شريكه لأول وهلة، قبل أن يعود لنفي ذلك وكذا سجله الإجرامي، مضيفا أن الضحية قال قبل وفاته لأقاربه، أن المعتدين هما اثنان وهو ما يتوافق مع شهادة المتهمين الثلاثة، كما أن تقرير التشريح أثبت تعرض الضحية لـ 7 طعنات بآلة حادة على مستوى الجسم وتعرض رأسه للتهشيم بحجر بـ 9 ضربات أودت بحياته.
من جهته ممثل الحق العام التمس تسليط عقوبة الإعدام في حق المتهمين «ش.ق» و «ق.س»، عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وجنحة سرقة المواشي، بينما التمس عقوبة السجن النافذ لمدة 5 سنوات، مع دفع غرامة مالية قدرها 100 ألف دينار جزائري ومصادرة المحجوزات ضد شريكيهما الاثنين، عن جنحة عن عدم التبليغ والمشاركة في سرقة المواشي. فارس قريشي
