ينتظر استئناف أشغال إنجاز مشروع سد بوخروفة ببلدية بوثلجة بولاية الطارف، قريبا، بعد أن شلّت الورشات ومعها تم تسريح حوالي 250 عاملا منذ سنة كاملة بسبب مشاكل إدارية عالقة تتعلق بالأساس بمسألة تسوية الأمور المالية التي تطالب بها شركة الإنجاز، بالشكل الذي رهن تسليم المشروع الذي يسجل تأخرا خلافا للآجال المحددة له وهو الذي كان من المزمع تسلمه ودخوله حيز الخدمة في نهاية 2018.
وكشف رئيس المشروع، فؤاد زواش، في اتصال مع «النصر»، عن التوصل إلى حل كل المشاكل التي كانت سببا في تعطل وتوقف الأشغال منذ 3 نوفمبر الفارط، بعد تكفل الجهات المركزية بتسوية وضعية ملحق الأشغال الإضافية رقم 11 التي تطالب بها شركة الإنجاز، بما فيها التكفل بتسوية كل الأمور التقنية والإدارية الأخرى، من أجل عودة العمال الذين تم توقيفهم بصفة مؤقتة واستكمال الأشغال المتبقية بسد بوخروفة الذي تقدر طاقة استيعابه بـ 125مليون متر مكعب ورصد له مبلغ 14 مليار دينار، في حين بلغت نسبة الإنجاز حاليا بالمشروع الذي أسند لمجمع جزائري تركي، حدود 80 بالمائة، مشيرا إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتسليم المشروع خلال الثلاثي الأول من سنة 2025، حيث أعطيت كل التعليمات لدعم الورشات بالوسائل المادية والبشرية، لاستدراك التأخر المسجل، بعد أن تم الانتهاء من كل الأشغال الكبرى بالمشروع الذي لم يتبق منه غير إنهاء جزء من أشغال تتعلق بالهندسة المدنية وتهيئة قمة السد، بعد أن تم استكمال أشغال الحاجز والحقن وعملية «الرملبي»، مضيفا أن كل الجهود سوف تبذل في الميدان للرفع من وتيرة الانجاز، لتسليم المشروع في الموعد المحدد.
وأوضح مدير الموارد المائية عن عقد عدة لقاءات مع شركة الإنجاز ومكاتب الدراسات من أجل تنشيط الورشات وإزالة كل العقبات للرفع من وتيرة الإنجاز لإنهاء ما تبقى من أشغال في القريب العاجل، مبرزا في سياق متصل، الأهمية التي يكتسيها المشروع الموجه خصيصا للقضاء على مشكلة الفيضانات التي تعرفها الولاية وتوسيع المساحة الفلاحية المسقية بتجهيز وسقي 9600 هكتار عبر سهل الطارف، كما تمت برمجة إنجاز سدين جديدين ويتعلق الأمر بسد بولطان وسد بوناموسة 2 بطاقة إجمالية تفوق 110 ملايين متر مكعب، حيث تم الانتهاء من الدراسات التقنية في انتظار تسجيل المشروعين للانطلاق في الأشغال عن قريب، على أن توجه مياه السدين للسقي الفلاحي بالنظر لخصوصية وطبيعة المنطقة الرعوية الفلاحية، مبرزا أهمية السدود الثلاثة المذكرة في حماية الولاية من مشكلة الفيضانات وتوسيع قدرات السقي الفلاحي وتخزين المياه أمام نسبة تساقط الأمطار المعتبرة التي تتعدى 1200 ملم سنويا والتي يتم جمع منها 40بالمائة والباقي تذهب في الأودية نحو البحر، بما يساوي 800 مليون متر مكعب متسببة في فيضانات بعدة بلديات وخسائر بالممتلكات وبالمنشآت القاعدية والمحاصيل الزراعية وتشريد العائلات.
وأضاف المسؤول، أن إنجاز السدود الثلاثة يندرج في سياق مشروع تطهير سهل الطارف من الفيضانات من عين العسل شرقا إلى بن مهيدي غربا، مرورا بـ5 بلديات على مساحة 18 ألف هكتار كانت طيلة عقود من الزمن مهملة وغير مستغلة بسبب تراكم المياه بها طيلة أشهر السنة وبإنجاز السدود، يضيف المتحدث، سوف يتم القضاء على مشكلة الفيضانات نهائيا و إعادة استغلال الأراضي المهملة التي تستغل حاليا موسميا في فترة الصيف، على أن توجه جميع مياه السدود الثلاثة للسقي الفلاحي، ناهيك عن كون السدود الجديدة ستسمح بإعطاء دفع لقطاع الفلاحة وترقية الاستثمار وتوسيع المساحة الفلاحية المسقية التي يراهن عليها للرفع من مردودية الإنتاج الفلاحي، بغرض تحسين الإطار المعيشي للسكان وتثبيتهم في مناطقهم، على أن توجه مياه السدود الأخرى بالولاية وخاصة بوناموسة، حصريا، لتلبية حاجيات ساكنة ولايتي عنابة والطارف.
نوري.ح